التوحد أو اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب في النمو العصبي للطفل يستمر معه لمدى الحياة.
الشخص المصاب بالتوحد يتواصل مع الآخرين على نحو مختلف تماماً عن الأشخاص الأصحاء، فهو يُركز على
اهتمامات أو أنشطة معينة بشكل مركّز.
فيما قد يعاني كذلك من مشاكل جسدية أو فكرية أو تعليمية أو عقلية أخرى تؤدي أحياناً إلى تحديات كبيرة.
ولأن كل مريض بالتوحد يتمتع بخصائص وتجارب مختلفة، من هنا يجب تصميم نوع ومدى الدعم وفقاً لاحتياجاته الخاصة.
للتعرّف إلى العلامات التي قد تشير إلى الإصابة بالتوحد، التقت "سيّدتي" الاختصاصي في أمراض الأعصاب والدماغ لدى الأطفال الدكتور ماهر لمع، في مستشفى جبل لبنان، وعادت بالمعلومات الآتية:
تشخيص مرض التوحد
طبيب الأطفال الخاص بطفلك سيقوم بالبحث عن علامات تتعلق بالنمو وتأخيرات معينة خلال الزيارات الدورية المنتظكة إلى عيادته.
إذا تبين للطبيب أن طفلك لديه أعراض مرض التوحد، فسوف يقوم بإحالته إلى طبيب أعصاب أطفال، أو طبيب أطفال متخصص في النمو أو غيرهما من الاختصاصات من أجل تقييم حالته على نحو صحيح.
وبالنظر إلى وفرة أعراض اضطراب طيف التوحد وشدّته، فقد يكون من الصعب التوصل إلى تشخيص.
وبما أنه لا يتوفر اختبار طبي محدد لجزم الإصابة بالتوحد، فسوف يقوم الطبيب المختص بالآتي:
- مراقبة الطفل، واستجواب الأهل حول كيفية تطور تفاعلات الطفل الاجتماعية، ومهارات التواصل لديه، وسلوكه، ومدى التغيير الذي طرأ عليها.
- القيام باختبارات تشمل السمع، والتخاطب، واللغة، وتطور النمو، والأمور الاجتماعية والسلوكية وغيرها.
- جعل الطفل وسط تفاعلات اجتماعية وتواصلية محددة، والعمل على حساب نتيجة أدائه فيها.
- استخدام المعايير في "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية" (DSM-5)، والذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية.
- العمل على إشراك اختصاصيين آخرين لتأكيد التشخيص.
- إجراء اختبار جيني للتأكد مما إذا كان الطفل مصاباً باضطرابات جينية أخرى.
علامات تشي بالإصابة بمرض التوحد
ويعدد الدكتور ماهر لمع بعض العلامات التي يبحث عنها الطبيب المعالج أثناء معاينته للطفل، وهي:
- التراجع في النطق بدءاً من عمر السنتين.
- كثرة الحركة وعدم التركيز.
- المشي على رؤوس الأصابع.
- التعلق بألعاب معينة وأشياء سخيفة.
- التعلق المفرط بالإلكترونيات.
- ضعف المشاعر تجاه الآخرين.
- السلوكيات المتكررة مثل التأرجح وغيرها.
- عدم الاستجابة للنداء.
- صعوبة التكيف مع التغييرات في الروتين أو البيئة.
ما هي أسباب مرض التوحد؟
لا تزال أسباب مرض التوحد غير معروفة على نحو دقيق، لكن يعتقد الباحثون أن الوراثة والبيئة قد يلعبان دوراً في الإصابة. فيما يستمر هؤلاء الدارسون في كشف العوامل التي قد تزيد من احتمالات الإصابة، ويعملون جاهدين على اكتشاف السبب الحقيقي وراء الإصابة باضطراب طيف التوحد. لكن ما هو ثابت أن التوحد ليس معدياً، ولا ينتج عن التربية، ولا يحدث بسبب تلقي لقاح معين.
مشاكل صحية شائعة بين مرضى التوحد
يعاني عدد كبير من مرضى التوحد من بعض حالات الصحة النفسية، والتي يمكن أن تحصل في أي مرحلة عمرية من حياة المرضى، مثل:
هذه المشاكل الصحية تحتاج إلى علاج للتخفيف عن مرضى التوحد.
دراسات حول التوحد
وبحسب معهد باستور الفرنسي، تقدر الدراسات العلمية أن نحو واحد بالمئة من سكان العالم يمكن تشخيص إصابتهم بالتوحد.
وقد سلط العديد من الدراسات الضوء على مساهمة الجينات القوية في اضطراب التوحد، وارتبط به أكثر من 200 جين.
تتمثل التحديات الحالية في تحسين طرق التشخيص المبكر لتقديم الدعم أو الرعاية الصحية اللازمة، مع الأخذ في الاعتبار مراعاة قدرات كل مريض توحد والصعوبات التي يواجهها.
وتشير البيانات الرسمية إلى أنه يمكن تشخيص إصابة أكثر من شخص واحد من كل 100 شخص بالتوحد. لأسباب لا تزال غير واضحة، يتم تشخيص إصابة الذكور بالتوحد بشكل متكرر (4 ذكور مقابل فتاة واحدة).
تم إجراء دراسات حديثة لتحديد التعبير عن مرض التوحد بشكل أفضل، وكذلك التشخيص التفريقي لدى الفتيات والنساء المصابات بالتوحد.
احتمالية إنجاب طفل مصاب بالتوحد تكون أعلى بنسبة 10 إلى 20 مرة في الأسر التي يكون لدى الوالدين فيها طفل مصاب بالتوحد. كما بين التوأم.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.