الجوع العاطفي "Emotional Eating" وعلاقته بالصحة النفسية

الجوع العاطفي هو استخدام الطعام بوصفه آلية للتعامل مع المشاعر -Image By Freepik
الجوع العاطفي هو استخدام الطعام بوصفه آلية للتعامل مع المشاعر -Image By Freepik

الجوع العاطفي هو ظاهرة نفسية يعاني منها العديد الأشخاص، حيث يلجأوون إلى الطعام بوصفه وسيلة للتعامل مع مشاعرهم وأحاسيسهم بدلاً من تناول الطعام لتلبية احتياجات الجوع الجسدي.
قد يظهر هذا النوع من الأكل نتيجة للضغط النفسي، القلق، الحزن، الوحدة، أو حتى الفرح الشديد. هذه الظاهرة ليست مجرد عادة سيئة، بل لها ارتباطات عميقة بالحالة النفسية والصحة العقلية، وقد تؤدي إلى مشكلات صحية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، كما توضح الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية في العلاج الإيحائي وفي العلاج بخط الزمن أزنيف بولاطيان لـ"سيِّدتي".

الاختصاصية أزنيف بولاطيان

ما الجوع العاطفي؟

الجوع العاطفي هو استخدام الطعام بوصفه آلية للتعامل مع المشاعر بدلاً من تلبية احتياجات الجسم الحقيقية من الطعام. على سبيل المثال، قد يأكل الشخص لوحاً من الشوكولاتة أو عبوة من الشيبس؛ لأنه يشعر بالضغط في العمل، وليس لأنه يشعر بالجوع فعلاً. وغالباً ما يتم تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل الحلويات والوجبات السريعة، في أثناء نوبات الجوع العاطفي؛ ما يؤدي إلى زيادة الوزن ومشكلات صحية أخرى.

الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الحقيقي

  1. الجوع العاطفي: يظهر فجأة وبشكل مفاجئ، يرتبط بالرغبة في أطعمة معينة مثل الحلويات أو الأطعمة الدهنية، ولا يختفي حتى بعد تناول الطعام. يُشعِر الشخصَ بالذنب بعد الأكل.
  2. الجوع الجسدي: يتطور تدريجاً بمرور الوقت ويمكن إشباعه بأي نوع من الطعام، ويختفي عند تلبية احتياجات الجسم الغذائية، ولا يسبِّب مشاعر الذنب بعد الأكل.

قد يهمكِ الاطلاع إلى فهم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى البالغين

أسباب الجوع العاطفي

يلجأ بعض الأشخاص إلى الطعام بوصفه وسيلة لتخفيف مشاعر الحزن -Image By Freepik
  • الضغط النفسي: الضغط النفسي يحفِّز الجسم على إنتاج هرمونات مثل الكورتيزول؛ ما يؤدي إلى زيادة الشهية والرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية.
  • الحزن والقلق: يلجأ بعض الأشخاص إلى الطعام بوصفه وسيلة لتخفيف مشاعر الحزن أو القلق، حيث يعطيهم إحساساً مؤقتاً بالراحة.
  • الملل أو الوحدة: قد يكون تناول الطعام وسيلة لملء الفراغ العاطفي أو الشعور بالارتباط عند الأشخاص الذين يعانون من الوحدة.
  • الذكريات العاطفية المرتبطة بالطعام: في بعض الحالات، يرتبط الطعام بذكريات سعيدة أو مريحة من الماضي؛ ما يجعل الشخص يلجأ إليه عند الشعور بالضعف العاطفي.

علاقة الجوع العاطفي بالصحة النفسية

الجوع العاطفي له تأثيرات سلبية في الصحة النفسية والجسدية؛ فعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي إلى:

  1. الاكتئاب والقلق: الشعور بالذنب والندم بعد تناول الطعام نتيجة الجوع العاطفي يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الاكتئاب والقلق.
  2. اضطرابات الأكل: مثل الشره المرضي أو اضطراب نهم الطعام.
  3. انخفاض الثقة بالنفس: زيادة الوزن الناتجة عن الأكل العاطفي قد تؤثر سلباً في صورة الجسم وثقة الشخص بنفسه.
  4. مشكلات جسدية: مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني.

كيفية التعامل مع الجوع العاطفي

  • التعرف إلى المشاعر: الخطوة الأولى هي الوعي بالمشاعر التي تدفعك إلى الأكل. اسألي نفسك: "هل أنا جائعة فعلاً أو أشعر بالتوتر أو الحزن؟".
  • البحث عن بدائل صحية: عند الشعور بالجوع العاطفي، حاولي الانخراط في نشاط آخر مثل ممارسة الرياضة، القراءة، أو التحدُّث مع صديقة.
  • اتباع نظام غذائي متوازن: تناول وجبات متوازنة بانتظام يساعد على تقليل نوبات الجوع العاطفي.
  • التحدُّث مع متخصِّص: إذا كنت تواجهين صعوبة في التحكُّم في الجوع العاطفي، قد يكون من المفيد التحدُّث مع معالج نفسي أو اختصاصي تغذية.
  • ممارسة التأمُّل والاسترخاء: تقنيات التأمُّل والتنفس العميق تساعد في تقليل الضغط النفسي والقلق؛ ما يقلِّل من نوبات الأكل العاطفي.
  • كتابة اليوميات: سجِّلي مشاعرك وما أكلته خلال اليوم لتحديد الأنماط التي تؤدي إلى الجوع العاطفي والعمل على حلِّها.

الجوع العاطفي: خاتمة

الجوع العاطفي هو مشكلة شائعة يمكن أن تؤثر في جودة حياتنا وصحتنا النفسية والجسدية. من المهم أن ندرك أن الطعام ليس الحل الدائم للتعامل مع المشاعر، وأن بناء علاقة صحية مع أنفسنا ومع مشاعرنا هو المفتاح لتجنُّب الوقوع في هذه العادة. إذا كنت تعانين من الجوع العاطفي؛ فلا تتردَّدي في طلب المساعدة من متخصصين لمساعدتك على التغلب عليه وعيش حياة صحية ومتوازنة.
من المهم التعرف إلى التقنيات الفعالة للحدِّ من التوتر والقلق.. بسيطة وفعّالة


* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.