هل تتساءل كيف يمكن التنقل بين الثقافات المختلفة دون الوقوع في سوء الفهم أو التصرف بشكل غير لائق؟ عندما تسافر إلى بلدان جديدة، غالباً ما تواجه عادات وتقاليد تختلف عن تلك التي تعرفها. فكيف تتعامل مع هذه الاختلافات الثقافية بطريقة تعزز من تجربتك وتضمن احترام للثقافات الأخرى؟
سواء أكنت تزور أرضاً أجنبية أو تشارك في تبادل عمل، حيث يمكنك العيش والعمل في منطقة معينة، فإن الاختلافات الثقافية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على وقتك هناك، لذا من المهم أن تكون على دراية بالاختلافات الثقافية مسبقاً، حتى لا تتعرض لصدمة ثقافية عند وصولك إلى وجهتك. لترك انطباع جيد لدى الآخرين والشعور بالثقة في نفسك؛ حاول دراسة الثقافة المحلية قبل الصعود على متن الطائرة.
دراسة ثقافة الوجهة
إن إجراء القليل من البحث حول البلد الذي ستذهب إليه يعد طريقة جيدة لإعداد نفسك للاختلافات الثقافية التي ستواجهها أثناء السفر. إن مجرد معرفة الحقائق البسيطة عن البلد وكيفية عيش الحياة اليومية يمكن أن يساعدك على الاندماج بشكل أفضل في المجتمع. ابحث عن نصائح يومية مفيدة؛ مثل كيفية تحية الناس لبعضهم البعض، وما إذا كان ينبغي عليك ترك إكرامية أم لا عند تناول الطعام في الخارج، وما إذا كان ينبغي خلع الأحذية في المنازل. قد تبدو هذه أموراً تافهة، لكن بعض الثقافات تأخذ هذه العادات على محمل الجد. إن مراجعة الأحداث اليومية في بلد جديد قد يجعل أيامك القليلة الأولى هناك أكثر سلاسة. إذا لم تقم بأي بحث على الإطلاق، فإنك تخاطر بالتعرض للمفاجأة وهو ما قد لا يسبب لك التوتر فحسب، بل قد يسيء إلى بعض السكان المحليين.
قراءة التجارب المماثلة
من الطرق الممتازة للحصول على شعور أصيل بالثقافة هي التواصل مع شخص سبق له زيارة هذا المكان. قد يكون من المفيد التحدث إلى شخص سافر إلى هناك، بدلاً من شخص يعيش هناك، لأنك ستحظى بتجربة مماثلة. يمكن للمسافرين الآخرين أن يقدموا لك فكرة عن الثقافة من وجهة نظر أجنبية، إلى جانب نصائح حول ما يمكن توقعه وكيفية التعامل معه والأنشطة التي يمكنك القيام بها في الوجهة ومشاركة بعض قصصهم معك، مما سيمنحك شعوراً بالراحة بشأن المغامرة في أرض أجنبية.
احترام الثقافة المحلية
أثناء السفر، يجب أن تتجنب الأنانية. من المهم أن تضع غرورك جانباً وتدرك أن أي ثقافة لا يمكن أن تكون أفضل أو أسوأ من ثقافة أخرى. يجب أن تدرك ما يجعل الثقافة المحلية مختلفة عن ثقافتك وأن تدرك أن السكان المحليين يعيشون بهذه الطريقة لسبب وجيه. عادةً ما يكون السكان المحليون سعداء وراضين عن أسلوب حياتهم، لذا عليك فقط ملاحظة ذلك واحترامه بدلاً من محاولة فرض طريقتك عليهم. قد تكون ثقافتك وأسلوب حياتك مختلفين عن كيفية عيش هؤلاء الأشخاص، لكن يجب أن تكون لديك عقلية مفادها أن السفر هو شكل نقي من أشكال التعليم. استوعب أسلوب حياتهم وحاول التكيف معه ورؤية الجانب الإيجابي للأشياء. تذكر أن السفر هو تبادل ثقافي مستمر.
الحفاظ على التواصل
إن اتخاذ موقف إيجابي وإظهار ابتسامة دائمة والتحلي بالصبر سيساعدك كثيراً في التواصل مع السكان المحليين. حتى لو قمت بإعداد نفسك واحترمت الثقافة، ففي بعض الأحيان قد تسوء الأمور وقد تشعر بالتوتر أو الانزعاج أو الغضب. إذا تأخرت حافلتك، أو حاول شخص ما خداعك أثناء التسوق أو إذا كنت ضائعاً ولا يستطيع أحد أن يرشدك إلى الاتجاهات الصحيحة؛ فحاول تجنب التصرف بشكل غير عقلاني في لحظة الذعر. تحدث هذه الأشياء دائماً، سواء كنت في وطنك أو في الخارج، ولا ينبغي لك أن تسمح لها بأن تقلل من قيمة تجربة سفرك. تحدث إلى الآخرين ببطء ووضوح، وتذكر أن ليس كل الناس يتحدثون الإنجليزية. إذا كنت لا تتحدث اللغة، فاستخدم الإيماءات وإشارات اليد قدر الإمكان. في استعداداتك قبل الرحلة، قد يكون من المفيد أن تحاول تعلم بعض الكلمات باللغة المحلية أو شراء قاموس لتأخذه معك.
كن متعاطفاً
لتعزيز الإيجابية مع السكان المحليين، حاول أن تتعاطف معهم. وهذا يعني أن تكون قادراً على وضع نفسك في مكانهم والتفاعل مع مشاعرهم. إن إدراك هذا الارتباط المشترك بين الناس يمكن أن يساعدك على التواصل معهم والشعور بالانتماء لمجتمعهم. وهذه أيضاً إحدى الطرق العديدة التي تجعلك السفر أكثر انفتاحاً. إن مشاركة ابتسامة، أو ضحكة، أو عناق، أو وجبة طعام، أو أي تجربة إنسانية مع الآخرين، هي التي تكون الروابط التي يمكن أن ينشئها الأشخاص حتى لو كانوا مختلفين في المظهر ويعيشون بشكل مختلف. بفضل هذا الشعور المجتمعي، ستحظى بتجربة أكثر إثراءً أثناء السفر أو العمل أو العيش في الخارج.