من المهمّ عمل ركن دراسة للأطفال في غرف النوم، مهما ضاقت الأخيرة، إذ يقود منح الصغار مساحة خاصة بهم لأداء واجباتهم المدرسية إلى مساعدتهم على التركيز، وتحميسهم على التعلم، وجعلهم منظمين، وتشجيعهم على الاستقلالية. صحيحٌ أنه لطالما قامت طاولة المطبخ أو طاولة غرفة الطعام، في المنزل الصغير، بدور مكتب الدراسة للأطفال، إذ هم كانوا يؤدون وظائفهم المدرسية، على سطح الطاولة المذكورة، فيما هم يجلسون على كراس ليست مريحة غالبًا، مستأنسين بحضور أمهم في المحيط، تُجهّز العشاء. لكن، يمنح ركن الدراسة المنزلي في غرف النوم، تغييرًا مُرحّبًا به ومثيرًا خلال موسم العودة إلى المدرسة، فهو يتيح المجال لصغارك للتعبير عن أسلوبهم الخاص، وإظهار من هم؟
إليك، في السطور الآتية، أفكار عملية وقليلة التكلفة لعمل ركن دراسة للأطفال في غرف النوم.
ركن دراسة للأطفال يتفق مع احتياجاتهم
قبل الشروع في تصميم ركن دراسة للأطفال، لا بد من عمل قائمة بما يحتاج كل طفل إليه، بناءً على مستواه الدراسي، ومنهجه الدراسي، وأنشطته. سيساعدك ما تقدم في معرفة نوع المكتب، والكرسي، والتخزين، والملحقات الأخرى. مثلًا: هل من الضرورة أن يستوعب سطح المكتب شاشة كمبيوتر كبيرة؟ هل حضور طابعة الكمبيوتر مطلوب؟ هل سيتدرب على الكتابة على ورق حقيقي؟ هل سيقرأ الكثير من الكتب الورقية أم سيستخدم الأجهزة اللوحية؟..
إذا حددت أولًا ما يحتاج إليه الأطفال من ركن الدراسة في غرف نومهم، سيساعدك ذلك في تضييق خيارات الأثاث والإكسسوارات.
أفكار إبداعية في المساحات الصغيرة
إذا كنت تقيمين، في شقة ضيقة في المدينة، هناك أفكار إبداعية لركن دراسة الأطفال، علمًا أن المساحة الأصغر مناسبة أكثر لبقاء الصغار منظمين. في هذا الإطار، يفيد شراء المكاتب الحائطية القابلة للطي والمُحمّلة بـرفوف للكُمبيوترات المحمولة، أو مكاتب مناسبة حجومها مع زاوية صغيرة في الغرفة غير مستخدمة، أو مكتب مزدوج يتسع لطفلين، مع مساحات تخزين مدمجة لحفظ الملفات أو أدراج، أو السرير المرتفع مع مكتب أسفله، أو خزانة حائطية مثبتة بدلاً من الرفوف، لإعطاء الأطفال مساحة أكبر لتخزين الكتب والأجهزة من دون شغل مساحة أرضية كبيرة...
إشارة إلى أن المكتب، مهما كان تصميمه، لن يستوعب كل لوازم الطفل؛ لذلك من المفيد التفكير أيضًا في الملحقات اللازمة، مثل: الرفوف أو حاملات اللوازم أو ملحقات سطح المكتب، مثل: العلب والصناديق ومنظمات سطح المكتب.
كراسي المكاتب
عند جلوس الطفل، يجب أن تكون ركبتاه بزاوية 90 درجة على الأرض، مع وضعهما تحت سطح المكتب بشكل مريح. أضيفي إلى ذلك، يجب ألا يكون الـكرسي عميقًا لدرجة يصعب الجلوس عليه بصورة منتصبة، وألا يكون مبطنًا لدرجة أن الطفل سيخطئ في اعتباره سريرًا. من ناحية أخرى، لن ترغب غالبية الأطفال في الجلوس على مقعد خشبي مسطح بسيط لأي فترة زمنية، بغض النظر عن الفوائد الصحية التي قد يوفرها، لذلك سيتعين عليك العثور على مكان للجلوس يناسب احتياجات طفلك بشكل أفضل. أمّا إذا كان طفلك عرضة للتململ، تجنبي شراء كرسي المكتب المزود بعجلات. تشاوري مع كل طفل من أطفالك، في شأن لون كرسي المكتب حتى يشعر بالحماسة عند استخدامه.
الإضاءة الجيدة
لا ينبغي القراءة، في ضوء خافت، وهناك أكثر من المصابيح المكتبية البسيطة؛ لمنع إجهاد عيون الأطفال، عليكِ التفكير مليًّا في شكل الضوء الذي ينبعث من المصابيح. مثلًا: سيلقي ضوء الليد LED الأفقي الطويل الضوء على مساحة أكبر، مقارنة بمصباح المكتب الكلاسيكي، مع لمبة قياسية ينبعث منها "ضوء موجه" أكثر على منطقة واحدة. أضيفي إلى ذلك، تدوم مصابيح LED لفترة أطول وتوفر الطاقة. يجب أيضًا التفكير في مقدار مساحة المكتب؛ ففي المساحة الأصغر، فكري في مصباح قابل للتثبيت، أو علقي مصباحًا في السقف. جدير بالذكر أن الضوء البارد أكثر ملاءمة للدراسة، مقارنة بالضوء الدافئ.
أسلوب الأطفال الشخصي
من الجميل أن يعكس ركن دراسة الأطفال أسلوبهم الشخصي؛ لذلك، على كل أم تشجيع صغارها على تزيين مساحتهم بملصقات محببة إليهم، أو بصورهم مع الأصدقاء، أو بجوائز رياضية سبق أن أحرزوها، أو باقتباسات ملهمة، أو أعمال فنية، أو خريطة للعالم... كما تحلو الإكسسوارات الملونة، في المساحة المذكورة؛ حامل أقلام رائع، مثلًا، أو كابل USB مضفر غريب...
ركن دراسة الأطفال هو أكثر من مجرد مكتب، وكرسي، فالـديكورات والأسلوب الفردي هو ما يساعد الصغار على الشعور بأن المساحة خاصة بهم، ويمكن أن تجعلهم أكثر سعادة، وميلاً لقضاء الوقت فيها.
4 خطوات سهلة متعلقة بركن دراسة الأطفال المنزلي
- عند تصميم ركن دراسة للطفل في غرفة نومه، من الضرورة البحث عن منطقة هادئة وغير مزدحمة. مثلًا: من المفيد العثور على زاوية أو جدار معزول نسبيًّا عن الألعاب، أو السرير، أو متعلقات الطفل الأخرى، التي قد تُشتّت انتباهه. أضيفي إلى ذلك، لا يجب أن يكون الركن المذكور محشورًا بين زاوية ضيقة في الغرفة، وباب خزانة الملابس.
- إعادة ترتيب قطع الأثاث في الغرفة، مع التخلص من العناصر غير المستخدمة، التي تشغل المساحة.
- الاطلاع على قائمة اللوازم المدرسية الخاصّة بالطفل، حتى تكوّني فكرة وافية عن العناصر التي سيحتاج إليها. مثلًا، يطلب التلميذ في سن المدرسة الابتدائية عادةً أقلام الرصاص، والغراء، والمقصّات، وأقلام التلوين، وأقلام التحديد، والمسطرة، والكثير من الورق، فيما يستخدم الطفل الأكبر سنًّا عادةً أقلام الرصاص، وأقلام الحبر، وأقلام التحديد، والورق المسطر، وورق الرسم البياني، وبطاقات الفهرس، والمجلدات، والآلة الحاسبة...
- عندما يتعلّق الأمر باختيار الألوان في غرف نوم الأطفال، والديكور، الهدف من ذلك هو أن تتحوّل المساحة إلى ممتعة ومسلية، من دون أن تصبح مشتتة للانتباه أو مزدحمة. في هذا الإطار، يستمتع الأطفال عادةً بالألوان النابضة بالحياة والأعمال الفنية الممتعة.