الإِماراتي سعودي والسّعودي إماراتي

الدكتورة مايا الهواري
د. مايا الهواري
د. مايا الهواري

يومُ التَّأسيس السّعوديّ، هو ذكرى تأسيس الدّولةِ السّعوديّةِ الموافق في 22 فبراير من كلّ عامٍ، الّتي أسّسها الإمامُ محمّد بن سعود، رحمه الله، عام 1727م. وفي 2 يناير2022م أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمراً ملكيّاً باعتبار يوم 22 فبراير من كلّ عامٍ يوماً لذكرى التّأسيس، وهو مناسبةٌ وطنيّةٌ للاعتزاز بالجذور الرّاسخة في الدّولة، وما حقّقته من وحدةٍ وأمنٍ، وتوحُّد النّاس فيها، وانتشار الثّقافة والعلوم، وأصبح هذا اليوم شعاراً مرتبطاً بالقيم والثّقافة السّعوديّة، ورمزاً للفخر والأصالة.

وبمناسبة هذا اليوم، أطلق بعضُ الملوك كلماتهم معبّرين عن فخرهم بدولتهم، كما من عادة الشّعوب العربيّة الأصيلة أن تشارك إخوتها العرب أفراحَهم وأحزانَهم، فظهرت العلاقةُ الثّنائيّة بين دولة الإمارات العربيّة المتّحدة والمملكة العربيّة السّعوديّة، وشهدت هذه العلاقةُ تطوّراً كبيراً في مجالاتٍ عدّة، سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ وعسكريّةٍ، لاشتراكهما في الرّؤية والأهداف الواحدة، وقد قام كلٌّ من البلدَين بإطلاق استراتيجيّة العزم، الّتي تتضمّن رؤيةً مشتركةً لكليهما، اقتصاديّاً وعسكريّاً، حيث تُعدُّ علاقتهما من أكبر وأقوى العلاقات بين دول مجلس التّعاون الخليجيّ، وهذه الأمورُ وغيرها، جعلت دولة الإمارات العربيّة المتّحدة تشارك شقيقتها احتفالاتها؛ تعبيراً عن حبّها لها، وكان يومُ التّأسيس السّعوديّ فرصةً كبيرةً، تعبّر فيها دولة الإمارات عن قوّة ومتانة علاقتها مع أبناء وقادة وشعب المملكة العربيّة السّعوديّة، وتجلّى أيضاً الموقفُ القويّ للدّولتين بتحالفهما في (عاصفةِ الحَزمِ).

إنَّ كُلّاً من السّعوديّة والإمارات كان لهما الدّور البارز في التّصدّي لأشكال التّدخّلات الإقليميّة في الشّأن العربيّ، ومحاولتهما الحفاظَ على الأمن والاستقرار في المنطقة، ناهيك عن العلاقاتِ الأخرى بين البلدين، والمشروعات المشتركة، والكثير الكثير الّذي دفع دولة الإمارات لتشارك أختها احتفالها التّأسيسيّ، وتتمنّى لها دوام التّقدّم والنّجاح، كما ستكونُ سنداً لها وفقاً لـ (سنشدُّ عضُدَكَ بِأخيك)، فالدّولتان الشّقيقتان، تساند كلّ واحدةٍ منهنّ الأخرى.

فتحيّة حبٍّ وإكرامٍ للمملكة العربيّة السّعوديّة قائداً وشعباً ودولةً بمناسبة يوم التّأسيس من جارتها وشقيقتها دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، مع الدّعاء بدوام الازدهارِ للبلدين، لأنَّ فرح أحدهما، هو فرحٌ للبلدِ الآخر، وأدام الله الوفاق بين البلدين، فالسّعوديّ هو إماراتيّ والإماراتيّ هو سعوديّ.