مدرسة ترشو طلابها

أستاذ الرياضيات والعلوم الذي تولّى تدريسَنا في المعهد الثانوي كان يردّد دائماً على مسمعنا أن التلميذ هو الشخص الوحيد الذي يدفع الأجر ثم يقوم هو بالعمل.

وبذلك، فإن وظيفته تختلف عن سائر الوظائف، حيث يعمل المرء ثم يقبض ثمن أتعابه.

ترى، ماذا سيكون موقف ذلك الأستاذ لو هو قرأ عن المدرسة الأميركية التي تقوم برشوة تلاميذها كي يحضروا الدروس؟

نعم، وهذا يحصل في الواقع، وفي عصرنا، فقد طالعتنا الأنباء بأخبار تلك المدرسة، التي ابتكرت أسلوباً خاصاً لكي تشجّع التلامذة لا على الدرس وحسب، بل وعلى الحضور إلى الصفوف.

فقد قامت إدارة مدرسة ثانوية خاصّة في مدينة «سينسيناتي» بولاية أوهايو الأميركية، برشوة التلامذة كي تجذبهم إلى الحضور المنضبط وخفض نسبة التغيّب.

والمدرسة رسمية؛ إنما تتمتّع باستقلالية كبيرة في إدارتها، ممّا سمح لها بابتكار هذا الأسلوب الطريف عندما تبيّن للمسؤولين أن هناك تلاميذ لا يحققون نتائج جيدة في دراستهم. كما لا يملكون فرصاً كبيرة للحصول على شهادة.

ولأن المدرسة تقع في أحد الأحياء الفقيرة، فإن الذهاب إليها، والحضور بانتظام، لا يشكلان أولوية لدى الشباب، خصوصاً وأنهم مضطرّون إلى القيام بأعمال شاقّة لكسب لقمة العيش. وبالطبع، فإن هذا يجبرهم على التغيّب في معظم الأوقات.

لذا قامت إدارة المدرسة بوضع برنامج تجريبي لحثّ الطلاّب على الحضور. وخصّصت مُوازنة تبلغ أربعين ألف دولار هي حصيلة تبرّعات خاصة، مما يُمكّن الشاب في عمر الرابعة عشرة، أن يحصل أسبوعياً على عشرة دولارات، شرط أن يداوم يومياً على الحضور.

أما الأكبر سناً، أي في السادسة عشرة، فيحصل على خمسة وعشرين دولاراً في الأسبوع. وهي تجربة؛ وتبقى تحت مراقبة المسؤولين في الإدارة، لمعرفة النتائج المتوخّاة.

تضمّ المدرسة 170 تلميذاً. وقد ارتفعت نسبة الحضور فيها إلى 77 بالمائة، في حين أن توصيات ولاية أوهايو تطلب 94 بالمائة.

وكانت الثمار الأولى لتلك التجربة، أن حصل 14 بالمائة من التلاميذ على الشهادة الثانوية. لكن هذه النسبة تبقى دون الهدف الذي تسعى الإدارة إلى تحقيقه. ولذلك تتواصل الحملة والدعاية والتشجيع.