متمرّد، بارع في إثارة الجدل، متفرّد في رؤيته وتناوله لموضوعاته. هو المخرج خالد يوسف الذي عرفناه كمخرج والآن مناضل وثوري، أفلامه حملت الكثير من التحريض، وآراؤه
الثورية عبّرت دوماً عن حلمه بالحرية.
الحوار مع خالد يوسف لم يكن فنياً بقدر ما كان ثورياً ولم يكن شخصياً بقدر ما كان إنسانياً، فالمكاشفة كانت عنوان الحوار.
بداية مبروك الزواج؟
الله يبارك فيك.
هل لنا أن نخوض في تفاصيل زواجك من الفنانة التشكيلية السعودية شاليمار الشربتلي؟
قصة زواجي لا يتعدّى الكلام فيها أكثر من مبروك، و«الله يبارك فيك». فلا يمكن في وسط هذا الزخم الثوري، أن نتحدّث عن قصة زواجي. ولقد رفضت حتى أن أنشر صور الزفاف، لأنه من التفاهة أن تكون مصر في هذه الحالة ونجد من يريد أن يرى خالد يوسف في «الكوشة».
ولكن الأمر قد يهمّ القرّاء؟
القرّاء الآن أصبحوا أكثر وعياً، ولن يبحثوا عن هذه الأمور السطحية.
الانفجار والثورة
إذن, دعنــا مـــن الــزواج، ولنتحدّث عن ذلك الزخم الثوري. هل تعتبر أفلامك من العوامل المحرّضة على هذه الثورة؟
هذا شرف لا أدّعيه. فلو أن شخصاً واحداً قال لي إن أفلامك كانت من العوامل التي حرّضتني على الثورة، سيكون ذلك شرفاً كبيراً لي.
وأفلامي كانت تحمل وجهة نظري في أنه لا بدّ من الانفجار في وقت ما، وحمل ذلك الانفجار عدّة سيناريوهات مثل سيناريو «هي فوضى» و«دكان شحاتة». ولكن، الشعب المصري نسج سيناريو أكثر رقياً وصنع ثورة من إبداعه الخاص فاقت كل التوقّعات.
مع بداية الثورة، هل كنت تتوقّع أن تكون النهاية بهذا الشكل؟
كان لديّ يقين قوي بالنجاح، ولقد عبّرت عن موقفي من اليوم الأول للثورة. وهذا ما جعل الكثيرين يلومونني على إظهار هذا الموقف مبكراً، ولكن يقيني كان قوياً بنجاح الثورة.
وكيف تحكم على الفنانين الذين عجزوا عن رؤية النتيجة مسبقاً.
وهل توقّعك ناتج عن ثقافة أم ماذا؟
موقفي ناتج عن انحيازي وآرائي الشخصية. كما أني قارئ جيد للتاريخ المصري. وأعلم جيداً أنه لا توجد قوى في العالم، قادرة على التصدّي لإرادة أمة. فما بالك بأمة بقوة وعراقة الشعب المصري. كما أعلم أيضاً أنه إذا تجمّعت إرادة أمة على شيء، لا يستطيع أحد قهرها. وأي هزائم في التاريخ، تأتي من تفتّت الأمم.
الأزمة مع غادة
الفنانة غادة عبد الرازق كانت من أعز أصدقائك. فما رأيك من موقفها المعادي للثورة؟
تعجّبت من مناقشة أمر خلافي مع غادة أثناء الثورة، وأقول لك بصدق إنه وسط الحالة التي كانت تعيشها مصر، فليذهب خالد وغادة للجحيم. لكن بما أن الأمور طرحت، وبما أني صديق لغادة كنت قد نصحتها بألا تعادي وجدان الناس وإرادتهم، وأن تحتفظ برأيها لنفسها كي لا تخسر جماهيريتها. فزايدت عليّ وقالت لي إني أريد أن أدمّر البلد وإن الجميع يعيش في رعب وقلق. وانتهت المكالمة الهاتفية عند هذا الحد، لأفاجأ بها أثناء تواجدها في مظاهرة مصطفى محمود تنقل فحوى المكالمة على قناة فضائية، مما فجّر الأزمة بيننا.
وهل غضبت منها لهذا السبب؟
بالتأكيد تضايقت، فأنا كنت أنصحها كأخت وصديقة. ومع ذلك، فأنا ألتمس لها العذر. ففي قلب بيتي كانت أخواتي يشعرن بنفس حالة الخوف ويطلبن مني أن نتوقّف عند هذا الحد. وهذا
لا يعني أنهن خائنات أو معاديات للثورة، فليس المطلوب من كل شخص أن يكون ثورياً وناضجاً.
ولكن الخلاف تصاعد بينك وبين غادة لدرجة أنك منعتها من حضور عرض فيلم «كف القمر» عقب اختياره للعرض في مهرجان جمعية الفيلم؟
هذا غير صحيح. فأنا لم أتمكّن من تجهيز نسخة الفيلم للعرض في المهرجان، وأخبرت رئيس الجمعية محمود عبد السميع بذلك. لذا، لم يعرض الفيلم من الأساس.
لكن الذي أعطى انطباعاً بصدق الخبر، أنك أنت من يتولّى دعوة الفنانين؟
هذا أيضاً غير صحيح، فالجمعية هي التي تقوم بدعوة النجوم. وحتى لو اعتذرت غادة عن الحضور، فهل كان ذلك سيمنعني من عرض الفيلم؟!
الأكيد أن الأمور بينك وبين غادة ليست على ما يرام، لأنها في أول تصريح لها أكّدت أنكما لا زلتما مختلفين؟
بالفعل، نحن حتى الآن لا نتحدّث مع بعضنا البعض، وحدث شرخ في العلاقة حيث ادّعى كلانا أنه هاجم الآخر، لكني لست متضايقاً من غادة لأنه كما ذكرت لك، كان في أسرتي من يشعر بنفس الخوف الذي كانت غادة تشعر به.
أعتقد أن عمق الخلاف بينكما ليس بسبب رأي سياسي في الثورة، ولكن لأن غادة كانت على يقين بأنها على وشك الارتباط بك. وكان هناك عدّة شواهد على ذلك، منها الحلقة الأخيرة من مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» ولقاؤها في برنامج «لو» والذي صرّحت خلاله بأنها لو ارتبطت فسيكون ذلك بشخص يشبهك؟
ما تذكره مجرّد قراءات صحفية. فقد يكون تصريح غادة حمل بعض المجاملة في أنها لو ارتبطت، تحب أن يكون بشخص مثلي، وهذا أمر عادي. وفي ذلك الوقت بالتحديد، صرّحت بأن غادة مثل أختي، وأكّدت أني أنوي الزواج قريباً.
ولكن تصريحك لم يحمل أية أسماء ممّا أوحى بأنها هي من تنوي الارتباط بها؟
تصريحي كان رداً على شائعة ارتباطي بغادة وليس العكس. فبالفعل، كنت قد تحدّثت مع أهل زوجتي وتقريباً كنا متّفقين على كل الأمور، ولكن الصحافة تحب الاستنتاجات التي لا تهدف سوى للدخول في دوائر نميمة. وأؤكّد أنه لم يكن هناك أي مشروع ارتباط مع غادة ولم يكن حتى وارداً.
ماذا قال عن خلافه مع سمية وهل فعلا يحضر فيلما عن الثورة المصرية وما هو رأيه بالجمة جومانة مراد ورؤياه للنهوض بالسينما المصرية كل هذا واكثر في مجلة سيدتي في المكتبات