الابتسامة، هي ثاني أهم وسيلة للتعبير عن رأيك، أو موقفك، أو حتى شعورك في اللاوعي، لكنها شديدة الخطورة، فهي تهرب دوماً من القيود، وليست أمينة في حال على أسرارك.
تسعد إذا دعوتها ورحبت بها في صورك التذكارية، وتنتظر منك أن تحرص عليها كما تفعل مع تسريحة شعرك، شكل هندامك، والألوان التي تناسب بشرتك.
تستطيع أن تمتلك ذكرياتك؛ فهي أساس لحظاتك الماضية والمؤشر الحقيقي لها.
تخيل معي لو أنها عصتك عند التقاط إحدى الصور، ماذا كنت ستفعل؟! إما ستنتظر أمام عدسة الكاميرا حتى ترضى عنك وتظهر بإطلالتها البهية الصادقة التي اعتدت عليها، وإما ستغير موعد التقاطها لتتناسب مع ابتسامتك.
هي من تزيد لحظات السكوت دفئاً وسكينة، وتمحو عدداً من الأميال عن المسافات البعيدة لتقربها، وتجعلنا نطمئن للوجوه الغريبة التي نلقاها، كما ترفع عنا رهبة المواقف الرسمية المصيرية.
هي أصدق من الكلمات التي تُنطق وأكثر منها جرأة، تتغلغل في المشاعر وتنبش عن أصدقها لتعبر عنها وبها، تسمع مالا نسمعه وتشعر بما نخفيه أكثر منا، هي الإجابة عن تلك الأسئلة التي لم تطرح، أو طرحت وهرب من إجاباتها الصدق، وهي اليقين في لحظات الشك التي تسيطر علينا.
هي من تخفف رياء المجاملة وسذاجتها، وترفض أن تتسع حجماً لأولئك الذين ضاع احترامهم لأنفسهم ولك.
يعجبها ما يعجبك من الحديث وتنصت له، وتقل حيلتها مع الحزن.
في بعض الأحيان لا تُعرف لابتسامتنا أسباب سوى أنها اشتهت الرقص، فرقصت من دون تردد، وإذا اتسعت من الخجل شاركتها الأعين وأخذت منها ابتسامة إضافية ضيقة.
"سُئلت في إحدى المرات ابتسامة عن أجمل لحظاتها فوصفتها بتلك الأوقات التي تخطفها من الزمن وتستريح بها على شفاه العشاق، حينما يحاولون أن يخفوا ما يشعرون به، فتأتي هي وتفضح أمرهم، فيطغى على المشهد نكهة الارتباك اللذيذة".