الإيجابية السّامة

ديالا عيتاني
ديالا عيتاني
ديالا عيتاني

ما هي الإيجابية السامة؟ ومتى يصبح التفاؤل المزيّف سيئاً على الصحة النفسية؟

تعرّف الإيجابية السامة بأنها المفهوم لمستوى السعادة المفرطة والتفاؤل، ما يولّد حالة من النكران والتقليل من قيمة المشاعر الحقيقية كالألم والخيبة.

وارتداء قناع مزيّف تجاه الآخرين لإخفاء المشاعر الفطرية والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام، والمبالغة في استخدام العبارات الإيجابية في غير مكانها.

تمنح الإيجابية الكثير من التفاؤل، ولكنها قد تصبح أحياناً ضارّة ومدمّرة. فالأمل والاعتراف بأن كل شيء على ما يرام ليس مفيداً، حين يخفي الفرد الإحساس الطبيعي بالمشاعر المزيّفة، أو حين يتجاهل المرء حدة الموقف وصعوبته.

كل ما يحتاجه الفرد هو تقبّل مشاعره، والاعتراف بها لأنه إذا أخفاها، ولم يواجهها ستعود إلى السطح وبحالة سيئة أيضاً مسببة مشاكل صحية كأوجاع الظهر، ارتفاع ضغط الدم وغيرهما من الأمراض التي يعتقد المرء أنها مجرد أوهام عابرة، لكنها في الحقيقة هي نتيجة للحزن والكبت والضغط النفسي والمعنوي معاً، لذلك يجب على كل فرد الاعتراف بمشاعره وإطلاق سراحها، لأنها تساعد في التخلص من الكبت والحزن الشديد، وأنها لن تصبح جزءاً من حياة الفرد، فكل شخص يمرّ بتجارب مؤلمة تنتج عنها مشاعر سيئة.

تعدّ الإيجابية الحقيقية هي التعامل مع المواقف المزعجة التي تعرف المشاعر الحقيقية تجاه أي موقف أو اضطراب ما، ويعتقد الفرد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ. ومن الطبيعي أن يعبّر المرء عن مشاعره الحقيقية عند حدوث خطب ما، عن الألم، الغضب والوجع الذي يمر بها. فالحياة عبارة عن تفاعل مع الآخرين على التعبير عن المشاعر مهما كان الوضع صعباً.. ومع تحديد المشاعر يصبح الوضع شيئاً طبيعياً وتلقائياً، ويصبح التعبير عن المشاعر حالة طبيعية تريح الشخص وتزوّده بطاقة إيجابية وتساعده لرسم مستقبل أفضل.

فالشعور بالحزن والخيبة، عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي يريدها المرء أو عندما لا يحقق المرء هدفه، هو شعور حقيقي، ومن الطبيعي أن يشعر المرء بالضيق والإحباط، فهذه المشاعر طبيعية ولا ينبغي على المرء تجاهلها. مع ذلك، فإن الشيء المهم هو كيفية التعامل مع هذه المشاعر.

كل شخص سبق له أن مر بخيبة أمل أو صدمة، كفقدان وظيفة، أو فشل في عمل ما، أو حادث خطير أو غيرها من الحوادث التي قد تغير حياة كل شخص. ففي هذه الحالة، تنبع مشاعر القلق والإحباط والحزن وتسيطر المشاعر السلبية على الشخص.

وفي الختام ، يمكن لأي فرد تجنب الإيجابية السامة من خلال تكريم مشاعره في الاعتراف بأنه ليس على ما يرام، ويمكنه الاستعانة بطبيب نفسي، أو بصديق مقرب لكي للتنزه سوياً، فيشعر بالراحة ويساعده ذلك على التخفيف من الضغوطات اليومية وتجنب الأفكار السلبية، فهذا يساعد في تعزيز الثقة بالنفس.