جملةٌ نسمعها منذ نعومة أظفارنا، وهي قول رسول البشريّة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم: (تبسّمك في وجه أخيك صدقة)، هذه العبارة لها من الأثر الجميل على النّفوس، وقد أثبتت الدّراسات أنّ الابتسامة يمكن أن تجعل الإنسان سعيداً وتخلّصه من التّوتّر، مع منحه مظهراً جذّاباً، حتّى وإن كانت هذه الابتسامة غير تلقائيّة، وتعبّر عن شعورٍ حقيقيّ بالفرح، فهي سلاحٌ فعّال ضدّ التّوتّر، ما يجعل استجابة الجسم أقلّ حدّة عند مواجهة صعوبات الحياة، كما يتمتّع أصحابها بصحّةٍ أفضل من غيرهم، مع ملاحظة أنّ الأشخاص ذوو الابتسامة الدّائمة، خاصّة العريضة منها تعطي تأثيراً باهراً على المظهر الخارجيّ لصاحبها، يرافقه انطباعٌ دالٌّ على اللّطف والجاذبيّة والطّمأنينة.
أعدّت جامعة تينسي الأمريكيّة دراسة نُشرت عام 2019 مفادها أنّ الابتسامة يمكن أن تجعلنا نشعر بالسّعادة وإن لم تكن تلقائية، كما أنّها تولّد قدراً من السّعادة والفرح والبهجة، فهي خطوة أولى للتّخلّص من المشاعر السّلبيّة الّتي تراود الإنسان. وفيما يتعلّق بالابتسامة من النّاحية الفيزيولوجيّة نجد أنّ الابتسامة تحرّك 17 عضلة في الوجه فقط، بينما العبوس يحتاج 43 عضلة، ما يدلّ على أنّ السّعادة لا تحتاج جهداً سوى ابتسامة مرسومة على الوجه، وهي منحة من الله تعالى لا تكلّف نقوداً، وعن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلوات الله عليه: كلّ معروفٍ صدقة، وإنّ من المعروف أن تلقى أخاكَ بوجهٍ طلقٍ. وأيضاً لمدى أهمّية الابتسامة تقول الحكمة الصّينيّة: الإنسان الّذي لا يملك وجهاً باسماً يجب ألّا يفتح متجراً، وهذا دليل واضح على أنّ الابتسامة تنشر الخير والسّعادة، تدفع النّاس للبذل والعطاء، تضفي على المكان تعاطفاً ومحبّةً، فيغدو مكاناً كأنه قطعة من الجنّة في نظر أصحابه.
ولدرجة عظمة الابتسامة وأهمّيتها كان أشرف الخلق سيّدنا محمّد عليه أفضل الصّلاة والسّلام أكثر النّاس تبسّماً، حيث امتلك عقول وقلوب ونفوس أصحابه والبشريّة بابتسامته المشرقة، فهي جواز سفر لدخول البشريّة في دين الله والفوز بقلوبهم، لذا أقدّم نصيحتي المتواضعة بجعل الابتسامة دواء لكلّ تحليل، فهي مسكّن طبيعيّ للألم، تحسن المزاج، تقلّل من التّوتّر؛ ما يحافظ على نضارة البشرة وفقدان سعرات حراريّة، والوقاية من أمراض القلب وغيرها الكثير، فابتسموا لأنّنا نحمل ديانة السّعادة، فبمحرّد ابتسامتكم تسجّل لكم حسنة، والله يضاعف لم يشاء، فلنرفع شعاراً يقول: ابتسامتك سرّ سعادتك.
