في عام 1902، كانت De Beers مسؤولة عن إنتاج وتوزيع 90% من الماس الخام في العالم. ولكن في عام 1929، حدث الانهيار الاقتصادي الكبير، ولم تعد De Beers قادرة على الاعتماد على الوضع الاجتماعي كما كانت.
لمواجهة الانهيار الاقتصادي الكبير، تواصلت De Beers مع N. W. Ayer، الذي قدم واحدة من أكثر حملات التسويق ذكاء واستمرارية؛ حيث ربط الماس بفكرة الحب والزواج والالتزام، وأصبحت شعارات De Beers "الماس إلى الأبد"، فأكدت الرابطة القوية بين الماس ومؤسسة الزواج، وأصبح خاتم الماس رمزاً للحب الأبدي لدى العرائس الصغار.
حتى في خلال أفلام هوليوود، فقد أكدت مارلين مونرو أن الماس هو حقاً أفضل صديق للفتاة، مثل فيلم Gentlemen Prefer Blondes. وهكذا أمن الماس مكانته بوصفه عنصراً أساسياً لكل خاطب يستحقه. وهكذا تمكن سيسيل رودس دي بيرز من تطوير شركة التعدين التجاري التي ضمنت أن الماس سيحتفظ برغبتهم في الانتشار مع ضمان ندرته.
مع تزايد أهمية الماس في مجتمع الأثرياء، أمثال الثرية إيفلين والش ماكلين، التي كانت تتباهى بقطع شهيرة مثل الماس الأمل ونجمة الشرق؛ اجتهد العلماء كثيراً لإنتاج الماس في المختبر عن طريق محاكاة الظروف الطبيعية الهائلة لتشكيل الماس الطبيعي لإنتاج الماس المختبري بنفس خصائص الماس الطبيعي.
في أوائل ديسمبر عام 1954، تم إنتاج أول ماسة مزروعة في المختبر. نجحت شركة جنرال إليكتريك في إنتاج أول ألماس مزروع في المختبر نتيجة الأبحاث في مشروع فائق السرية لإنشاء الماس في المختبر باسم "Project Superpressure. وقد حققوا نتائج باهرة، وذلك بتعريض بلورات البذور الصغيرة إلى درجات حرارة تصل إلى 1600 درجة مئوية وضغط يبلغ 100 ألف ضغط جوي.
يعرف الماس في علم المواد "المادة النهائية"، فهو أقسى المواد، وأعلى موصل حراري، وذو مقاومة كهربائية عالية، وسرعة الموجات الصوتية، ودرجات حرارة عالية، وتحمل عالٍ للإشعاع، ودروع عالية الجهد؛ ما يجعله عنصراً مهماً في الصناعات الطبية والكهربائية. والأمر الذي يجعل إنتاجه في المختبرات مجدياً تجارياً.
في دبي قال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع، إنه تم تداول أكثر من 1.5 مليار دولار من الماس المزروع في المختبر في عام 2022، موضحاً أن علينا أن نعلم أننا ما زلنا في البداية الحقيقية للسوق، وأن ندوة LGD بمركز دبي للسلع المتعددة ستشكل سابقة، بوصفها أول تجمع إقليمي.
وأضاف: "تم التقليل من قيمة الماس المزروع، على نطاق واسع، أو أسيء فهمه، أو تم عدّه خطأ أو أنه تهديد لأعمال الماس الطبيعي الحالية، فقد كنت مسروراً للغاية بمستوى الدعم الذي أظهره خبراء الصناعة من كلا الجانبين الذين يفهمون القيمة التكميلية للماس المزروع في المختبر. وأولئك الذين ستستفيد صناعاتهم بشكل كبير من الوصول المباشر إلى ما سيصبح مركزاً صناعياً عالمياً".
وختاماً، فإن من يقدر العلاقة التكميلية بين الماس الطبيعي والمزروع فإن صناعاتهم ستستفيد بشكل كبير.