الملكية الفكرية، هي كل ما ينتجه العقل البشري من أفكار، ويستطيع الانتفاع بها مادياً بعد تطبيقها على أرض الواقع من براءات الاختراع، والعلامات التجارية، والناتج الفكري لحقوق المؤلف من كتب ومسرحيات ومؤلفات، وكل المجالات التي تقع تحت حماية الملكية الفكرية.
الموظف والمتطوع من أهم فئات المجتمع، والتي لها دور كبير في بنائه، وغالبيتهم يجهلون أن الملكية الفكرية تحمي لهم حقوقهم في مجالهم المهني، حيث إن الفكرة السائدة عن الملكية الفكرية فقط تحمي الكيانات التجارية والمنشآت ذات الصفة الرسمية فقط، ولا تخدم الأفراد والفرق التطوعية، بطرق بسيطة جداً وليست مكلفة، وقد تكون مجانية في حال اتبع الطريقة الصحيحة.
وعلى الموظف أو المتطوع، أن يستخدم المراسلات الرسمية كالبريد الإلكتروني، أو الخطابات الرسمية، والتي تتضمن عناصر مهمة كي تحفظ حقوقه للملكية الفكرية.
فمن المهم جداً أن تتضمن هذه المراسلات طلب اجتماع رسمي محدد الوقت والتاريخ لعرض الفكرة، وذكر موقع عقد الاجتماع، ويتم التأكيد برد خطي أو إلكتروني بالموافقة عليه، وتنسب الفكرة مباشرة بأسبقية عرضها بحسب ما تضمنه الخطاب الرسمي لطلب الاجتماع؛ ففي حال نشوب أي نزاع قانوني مستقبلاً، أو استغلال للفكرة من دون طلب إذن رسمي مسبق من صاحب الفكرة.
الموظفون والمتطوعون هم الثروة الحقيقية للمنشأة، حيث خلال سنوات عملهم بتخصصهم تتكون لديهم خبرة وإلمام شامل بتخصصهم، ومنها يتم ابتكار آلية أو اختراع يسهم بتطوير سير العمل، يقوم بدوره برفع إيرادات المنشأة، وكونه لا يملك إلا الفكرة؛ فمن الممكن استغلالها ونسبها للطرف الأقوى مادياً أو نفوذاً من دون حفظ الحقوق الفكرية لصاحبها، وبالتالي تسبب أكبر أثر سلبي (الاحباط) يقع على المتطوع، وهدم قيم العمل التطوعي، وهي من المسببات التي تقود الموظف للاحتراق الوظيفي، وبالتالي عدم الإنتاجية.
لذا نستعرض لكم أهم الوسائل التي يجب أن يتمكن المتطوع والموظف من استخدامها وهي الأبسط والأقل تكلفة للجميع:
البريد الإلكتروني، وكتابة الخطابات الرسمية بينه وبين الجهة التي سيتم التعاون معها، وعرض الفكرة لحفظ حقوقه والانتفاع من ريعها المادي في حال كان لها أثر ربحي ونسبها له من خلال إبرام اتفاقية أو عقد يحدد آلية التعاون بين الطرفين، ورسم شكل علاقة الأطراف المنفذة المالية والإدارية والقانونية.
تشكل هذه المراسلات، المعيار الحقيقي لمصداقية الجهة المتبنية، أو المنفذة للفكرة، وإثبات حقوق الملكية الفكرية لصاحبها، وفي حال رفض الجهة التعامل من خلال المراسلات الرسمية، فيعدّ هذا مؤشراً على نيتها بالاستحواذ على الفكرة لصالحها، من دون انتفاع المالك الحقيقي بها، وبالتالي يستطيع صاحب الفكرة البحث عن داعم آخر لا ينتهك حقوق الملكية الفكرية الخاصة به والاحتفاظ بها.
ولأن مملكتنا دولة أمن وأمان، فقد تم إنشاء هيئة الملكية الفكرية، التي وفرت سبل التواصل لتقديم الاستشارات والدعم لجميع الفئات فلا تتردد عزيزي الموظف والمتطوع، في المبادرة والاستفسار عما يخص إبداعك الفكري، والذي من الممكن أن يكون مصدر دخل لك في المستقبل.