بالصدفة‭ ‬

مها الأحمد 
مها الأحمد
مها الأحمد

عزيزتي‭ ‬الصدفة،

تظهرين‭ ‬لي‭ ‬على‭ ‬فترات‭ ‬متباعدة،‭ ‬وأحياناً‭ ‬قصيرة‭ ‬عن‭ ‬العادة،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬بغاية‭ ‬وهدف‭ ‬جديد‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬سابقه‭..‬
هل‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬لتوقيتك‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬استقبالي‭ ‬لك‭!! ‬أهو‭ ‬السبب‭ ‬الخفي‭ ‬لإيماني‭ ‬التام‭ ‬أنك‭ ‬لست‭ ‬مجرد‭ ‬صدفة‭ !!‬؟
في‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬جئتِ‭ ‬إلي‭ ‬وكانت‭ ‬ملامحك‭ ‬حادة‭ ‬للغاية،‭ ‬جعلتني‭ ‬استنتج‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬أنكِ‭ ‬العلامة‭ ‬الفاصلة‭ ‬لما‭ ‬كنت‭ ‬أفكر‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬أنوي‭ ‬عمله‭ ‬وأنتظره‭.‬
وفي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬رسالة‭ ‬قديمة‭ ‬جداً،‭ ‬لكنها‭ ‬واضحة،‭ ‬ظهرت‭ ‬فجأة‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬لتمنعنا‭ ‬من‭ ‬تجاهل‭ ‬حروفها‭ ‬التي‭ ‬حكت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بالتفصيل‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬وسيحدث‭.‬
في‭ ‬الأمس‭ ‬مررت‭ ‬بي‭ ‬مع‭ ‬أغنيتي‭ ‬المفضلة‭ ‬التي‭ ‬سمعتها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أعرف‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬اتجاه‭ ‬أتت،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أعرفه‭ ‬أنني‭ ‬تعمقت‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬بكلماتها،‭ ‬ووجدتها‭ ‬أنها‭ ‬تصف‭ ‬الجواب‭ ‬الذي‭ ‬أبحث‭ ‬عنه‭!! ‬
لا‭ ‬تقولي‭ ‬لي‭ ‬أنك‭ ‬لم‭ ‬تكوني‭ ‬خلف‭ ‬تلك‭ ‬الألحان‭ ‬والكلمات،‭ ‬فأنا‭ ‬رأيتك‭ ‬ترفعين‭ ‬يديك‭ ‬ملوحة‭ ‬كي‭ ‬أنظر‭ ‬إليك‭ ‬وأفهم‭!!  ‬فنظرت‭ ‬وفهمت‭ ...‬

أتعلمين،‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬المرات‭ ‬التي‭ ‬جئتِني‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬جلبت‭ ‬لي‭ ‬معك‭ ‬حب‭ ‬حياتي،‭ ‬حينما‭ ‬تآمرتِ‭ ‬مع‭ ‬الحظ‭ ‬لصالحي،‭ ‬وطلبتِ‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يجمعنا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬والزمان،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سخّرتِ‭ ‬لنا‭ ‬الظروف‭ ‬لتجلس‭ ‬معنا،‭ ‬كانت‭ ‬أجمل‭ ‬صدف‭ ‬حياتي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬لحقيقة‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬فشكراً‭ ‬لك‭ ‬وللأقدار‭.‬

عزيزتي‭ ‬الصدفة‭.. ‬جميلة‭ ‬أنتِ‭ ‬كخبر‭ ‬سار‭ ‬طال‭ ‬انتظاره،‭ ‬كمستحيل‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬العادة‭ ‬،‭ ‬كحظ‭ ‬عاثر‭ ‬استطاع‭ ‬أخيراً‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭.‬
أروع‭ ‬صفاتك‭ ‬وما‭ ‬يميزك‭ ‬أنك‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬خُلقتِ‭ ‬وتعرفنا‭ ‬عليك‭ ‬لم‭ ‬تكوني‭ ‬ولا‭ ‬ليوم‭ ‬واحد‭ ‬صديقة‭ ‬للانتظار،‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬تجمعكما‭ ‬والتنافر‭ ‬بينكما‭ ‬ظاهر،‭ ‬إن‭ ‬رأيته‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬يقف‭ ‬مع‭ ‬أحدنا‭ ‬امتنعتِ‭ ‬عن‭ ‬الحضور‭.‬