عزيزتي الصدفة،
تظهرين لي على فترات متباعدة، وأحياناً قصيرة عن العادة، وفي كل مرة بغاية وهدف جديد يختلف عن سابقه..
هل يا ترى لتوقيتك دخل في طريقة استقبالي لك!! أهو السبب الخفي لإيماني التام أنك لست مجرد صدفة !!؟
في إحدى المرات جئتِ إلي وكانت ملامحك حادة للغاية، جعلتني استنتج على الفور أنكِ العلامة الفاصلة لما كنت أفكر به أو أنوي عمله وأنتظره.
وفي مرة أخرى كنت على هيئة رسالة قديمة جداً، لكنها واضحة، ظهرت فجأة من الماضي لتمنعنا من تجاهل حروفها التي حكت كل شيء بالتفصيل كما حدث وسيحدث.
في الأمس مررت بي مع أغنيتي المفضلة التي سمعتها دون أن أعرف من أي اتجاه أتت، كل ما أعرفه أنني تعمقت لأول مرة بكلماتها، ووجدتها أنها تصف الجواب الذي أبحث عنه!!
لا تقولي لي أنك لم تكوني خلف تلك الألحان والكلمات، فأنا رأيتك ترفعين يديك ملوحة كي أنظر إليك وأفهم!! فنظرت وفهمت ...
أتعلمين، أهم تلك المرات التي جئتِني بها هي تلك التي جلبت لي معك حب حياتي، حينما تآمرتِ مع الحظ لصالحي، وطلبتِ منه أن يجمعنا في نفس المكان والزمان، ومن ثم سخّرتِ لنا الظروف لتجلس معنا، كانت أجمل صدف حياتي على الإطلاق التي تحولت لحقيقة فيما بعد، فشكراً لك وللأقدار.
عزيزتي الصدفة.. جميلة أنتِ كخبر سار طال انتظاره، كمستحيل تحقق على غير العادة ، كحظ عاثر استطاع أخيراً الوصول إلى بر الأمان.
أروع صفاتك وما يميزك أنك منذ أن خُلقتِ وتعرفنا عليك لم تكوني ولا ليوم واحد صديقة للانتظار، لا علاقة تجمعكما والتنافر بينكما ظاهر، إن رأيته من بعيد يقف مع أحدنا امتنعتِ عن الحضور.