أكثر ما نخافه، ونكتب له سيناريوهات متعددة من الأحداث الوهمية المتسلسلة، التي تتفاقم داخل عقولنا فتمنعها عن التفكير والحركة، نسبة حدوثها ضئيلة، وربما مستحيلة، وإن حدث وصدقت إحدى هذه السيناريوهات، سيكون وقعها أقل بكثير مما صورته لنا مخاوفنا، وسنكتشف أن شعورنا تجاهها لم يكن يستحق كل هذه الظلمة التي صنعناها من حولنا..
الطائرة لن تسقط في المحيط وهي متجهة نحو مدينتك التي انتظرت السفر إليها كل حياتك، لمجرد أنك مقتنع بأن مشاعر السعادة لا تكتمل معك كسائر البشر.
المصعد لن يتوقف بك ويعتذر عن العمل هو وأنفاسك.
لا تنتظرك أيام سوداء بعد البيضاء التي عشتها في السابق، ولن تتوقف الحياة إن أنت تأخرت في الوصول.
لن يقول عنك فلان أنك جريء أكثر من اللازم، لأنك بادرت بفرض رأيك، ولن يصفك فلان بالخفة إن تحدثت إليه وأخبرته آخر نكتة سمعتها، لن يلحظ الحضور تلعثمك وأنت تلقي المحاضرة لأول مرة، ولن تفشل في أن تجذبهم إليك وتفرض عليهم احترامك والإصغاء لك.
لن يعاقبك القدر ويترقبك ليرد لك إهانة لم تقصدها في أحد الأيام.
لن تفشل في مشروعك الجديد ولن تُفلس وتخسر كل أموالك.
خطؤك في المرة الأولى لن يعاد بنفس الطريقة كل مرة، ولن يتذكره أحد سواك.
لن تتحقق كوابيسك حتى وإن تكررت كل ليلة، ولن يتكرر لك الحدث السيئ في نفس اليوم كل عام جديد.
لن يخبو بريق نجاحك مع مرور الوقت، ولن تصاب بالأعراض الجانبية النادرة والتي لم تُكتشف بعد للدواء فتكون أنت الحالة رقم واحد.
أكبر مخاوفنا نحن من صنعناها وصدقناها وآمنا بها، جرب أن تتجاهل مخاوفك ولو لمرة، وأن تؤمن بأن كل ما سيحصل لك هو الخير الذي تتمناه، حينها فقط ستجده أمامك يلقي عليك التحية ويرفع لك القبعة.