تحت المجهر

مها الأحمد 
مها الأحمد
مها الأحمد

يُملُوْن عليك ما يجب أن تفعل وما يتوقعون منك أن تقول، ومن ماذا عليك أن تحذر، ومتى تطمئن ولمن!
 يلومونك على أفعالك التي فعلتها في الحقيقة بعد تخطيط طويل أو الروتيني منها، التي تتكرر كل يوم وحتى على تلك التي لم تفعلها ومازالت عالقة في حيز التفكير لم تحظَ وترتقي لأن تكون قراراً ناضجاً بعد!!
قراراتك التي تتخذها من دون الرجوع إليهم بها هي حتماً خاطئة سيتبين لك نتيجتها لاحقاً.
يعلمون أكثر منك عن نفسك متى الوقت المناسب لك للخروج والأمثل للعزلة، متى تحتاج إلى الراحة وهل تستحقها أم لا، يتحدثون عن رغباتك التي لا تفهمها وعن دوافعك التي تتصرف على أساسها وعن أحزانك متى عليك أن تتخطاها في اليوم والساعة والدقيقة، يصنفون مخاوفك بحسب خبراتهم الطائلة عنك، أي منها جدير بالخوف! وأي منها وهم سخيف وجب عليك تجاهله!
لهم الحق في استشراف مستقبلك ورسم خطوطه معك يداً بيد وإن لم يفعلوا فلا يحق لك أن تخفي عنهم أياً من هذه الخطوط مهما كانت صغيرة.
لهم الأولوية في ساعاتك وأوقات فراغك وكل ما لحاضرك من ممتلكات ملموسة أو غير ملموسة.
ماضيك يعنيهم فلا يحق لك نسيان جزء منه من دون أن يكونوا على دراية به وبتفاصيله الدقيقة.
عتابهم لك مهما زاد عن حده فهو من باب المحبة فلا يحق لك حتى ولو بالسر أن تضجر منه أو تحاسبهم عليه مهما كان حاداً ومهما تعدى في حدوده وصلاحياته!!!
 حتى أنك إذا تحولت إلى نباتي عليك أن تأخذ رأيهم قبل أن تغير نظامك الغذائي..

لا تسمح لأحد أن يغير المعاني الجميلة التي كنت تعرفها ويبدل لك قاموس المشاعر التي تشعر بها وتفهمها.. 
 فالعتاب لا يخدش خصوصيتنا ويسلبنا الحرية.
والاهتمام لا يضعنا في سجن لم نقبل أو نضع قوانينه.
الحب الذي لا يعطينا مفاتيح الأمان والضحكات العالية ليس حباً.
والصداقة إن لم تحافظ على ذكرياتنا وتخلق أخرى فهي ليست صداقة.