ماعادت كل هذه العواصم تشغلني. ماعادت هناك اهتمامات تختطفني. عالمي هو أنت، ومساحاتي بحجم الكون بين راحتيك. هذا الفرح الذي ينهمر كشلال متدفق في حضورك. أي سر يختصر العالم كله في وجودك. وكيف يقرر العالم أن يغير ألوانه ويترك مساحيقه وزيفه، ويتجرد من كل شيء ليكون لوناً واحداً هو النقاء. مثير بهاء هذا الحضور الذي يثير صخباً عارماً بأقصى درجات الهدوء. عجيب لتلك الثورة التي تهز أركان المكان وتسمع سيمفونية حالمة!.
كل يوم يعبر في مسلسل حياتي، أنضج أكثر. وأدركت أخيراً أنني أحتاج أن أعيد تعريف الأشياء ومسمياتها. علموني أن الكون فيه اتجاهات أربعة تبدأ من الشمال وتنتهي في الجنوب، أخطؤوا فكل الاتجاهات مسار واحد هو أنت. درسوني أن هناك فصول أربعة ووقتها لم يعرفوك، وإلا كانوا أيقنوا أن العام هو فصل ربيع مستمر. ووصفوا لي السعادة في تعاريف كثيرة، إنشاءات وتعابير طويلة، وهي ببساطة تختصر فقط في حروف اسمك. يا لضياع العمر الذي مضى في أوهام عابرة. يالسخافة السنين التي هربت من دون أن أعرفها.
الآن، ما أجمل حظي في الحياة فقد منحتني كل العمر في لحظة واحدة. أشعر بأنني استثناء بين البشر لوجودك في حياتي. جميلة أنت ببساطتك وطيبتك وهدوئك. يجتهدون كثيراً ليبهروا الآخرين بينما كونك ذاتك هو الإبهار بعينه. بعض الأشخاص كالنسمة لاتعرف سرهم، ولكنهم يتركون مساحات بحجم الامتداد في غيابهم.
سوف أمسك بيدي في كل لحظة من حياتي وأجعلها تدوم إلى أقصى مدى، فالآن ادركت قيمة الزمن وجمالية الحياة. الآن أدرت ظهري للأوهام وعشت الحياة التي أريد..
اليوم الثامن:
.. بينما أنا أمشي في طريق ممل طويل
فجأة اكتشفت الحياة وعدت لأعيشها من جديد