يقلقون من الغير. يخافون نجاحاتهم. يعتقدون أن أي نجاح للآخر هو اختطاف شيء منهم. يظنون أن قمة النجاح مدببة؛ فهي إما لهم وإما لا تكون. يحاربون الغير ليس كرهاً فيه ولكن خوفاً منه. محرومون من نعمة الاستقرار والطمأنينة لأنهم في حالة خوف دائمة.
مساكين هؤلاء. حياتهم قلق، وحساباتهم صعبة ومتعبة. لو ركزوا على أنفسهم وتطوير ذواتهم بدلاً من الانشغال بالغير لحققوا نتائج مختلفة. الحياة أبسط مما نتصور. ومتطلباتها أسهل إذا تعاملنا معها بقناعاتنا.
الشخص القلق من نجاح الآخرين، شخص مسكون بالخوف. يتظاهر عكس ما يبطن. ويهتم بالشكليات على حساب الجوهر. ربما يملك نصيبه من النجاح والتفوق ولكنه لايركن إليه، بل هو في غربة مع نفسه لأنه دائماً متعلق بالآخر وقصصه وإنجازاته وعوالمه. إنها متلازمة النقص متى تمكنت من الإنسان، حرمته من متع الحياة البسيطة.
محاربة الناجحين أسلوب ينتشر في المجتمعات المأزومة، فهي تعيش حياتها على خطوط التماس، وتنشغل بنقاط الاختلاف أكثر من القواسم المشتركة. شاغلها هو الآخر، إما تتبعاً وإما تصيداً أو إصدار أحكام قطعية. وكأنها تملك هذا الحق الاستثنائي من بين البشر.
لاتعطي لهؤلاء مساحة في اهتماماتك. سيظلون يحاربونك حتى لو أظهرت لهم النوايا الحسنة. المشكلة ليست فيك، بل في تميزك. ستستغرب حقدهم وحجم رغبة التشفي في دواخلهم. تسامى عن ذلك واصفح واعط لهم العذر. أكمل مشوارك من دون أن تنظر إلى الوراء ولا للحظة واحدة. أشياء عبرت وأخرى انكشفت. وليكن. الكبار هم الذين ينظرون لما بعد ذلك ولا يتسمرون بنظرهم عند مكان أقدامهم. الحياة تستمر على الرغم من ضوضاء الصغار وحقد الحاقدين..
اليوم الثامن:
من يرهن نجاحاته لردود أفعال الآخرين
يخسر نفسه ويعيش وهماً غير موجود