حينما يخذلك هؤلاء لا تتوقف عندهم، تجاوز وأكمل مسيرتك، هؤلاء عبء عليك، أراد لك القدر أن تكشفهم، لا تنشغل بردود أفعالهم أو تصرفاتهم، هم أشياء هامشية رحلت في لحظة مكاشفة، تلاشت تحت ضوء النور.
ما أعجبهم! كيف يقولون ما لا يفعلون؟ ويظهرون ما لا يبطنون؟ الموضوع لا يستحق التوقف، ترفع وتجاوز واقلب الصفحة، حينما تقرر أن تغادر لا تلتفت إلى الوراء أبدًا، لا تنتظر تبريرات، فبعض الحديث يدمي الجروح بدلاً من أن يعالجها.
لا تفكر في الانتقام أو العتاب، اترك الأمور تسير كيفما كانت، فهناك من يتدبر الأمر، وأنت سترى وتشاهد، هناك عدالة إلهية تفرض واقعها حتى لو طال الزمن، لا تستعجل النتائج فالأمور بخواتيمها.
أصبح المنظر مزعجًا، تحولت الساحة إلى حلبة صراع وحروب، الكل يركض ويسعى لاقتطاع الحصة الأكبر، لا يهم الطريقة أو الأسلوب، فالغاية لديهم تبرر الوسيلة، أصبح الجشع يقودهم وكأنهم في موسم الصيد، يحومون حول الغنيمة ويعملون أي شيء وكيفما كان فقط ليصلوا، يسابقون الزمن ويخافون كل شيء لأنهم مهزومون من الداخل، فاقدو الثقة في أنفسهم، يرتدون كل الأقنعة الممكنة، ما عدا وجوههم الحقيقية.
تستعجب من هذه التناقضات، وتتأمل هذه التحالفات والمحاور والعلاقات، نسيج عجيب، وتلون مقزز، يغيرون مواقعهم وحساباتهم، وحتى كلماتهم، يقذفون بأنفسهم في أي قارب قد يقربهم إلى الغنيمة، وإذا تزاحمت الكراسي يسعون أن يلقوا بمن يستطيعون خارج القارب، يتحول هذا المجموع الذي كان نسيجًا واحدًا إلى حروب ومؤامرات فيما بينهم، القضية في قاموسهم لم تكن أبدًا مبادئ، بل هي مصالح، ومصالح انتهازية فقط.
كن كما أنت، لا تهتز قناعاتك أبدًا، لا تغرك الفلاشات الزائفة، تمسك بمبادئك التي هي رأسمالك، لا يقحموك في حروبهم الوهمية، هم يشعرون بالضيق والحرج أمامك؛ لأنك كبير بشخصك، بينما هم يجرحهم هوانهم وضآلة حجمهم الحقيقي، ابتسم واستمتع بحياتك فكل ما هو جدير بك سيصلك، فطالما ربحت نفسك، فكل ما بعد ذلك تفاصيل عابرة..
اليوم الثامن:
أكبر جبناء التاريخ
من يتقمصون دور البطولة
وينسون أنفسهم ويصدقون.