من يخذلك في الحياة فلا تتوقف عنده. فهؤلاء مجرد أشياء عابرة لاتستحق حتى جهد التفكير. اقلب الصفحة من دون تردد، ولاترجع إلى الوراء أبداً. اجعل اتجاه تفكيرك للأمام. لاتعكس التيار. فالعودة إلى الصفحات السابقة تكرار يستهلك العمر بلا فائدة. الأنقياء يتأثرون لأنهم حينما يراهنون يذهبون إلى الحد الأقصى. يرون الجانب المضيء وربما يرون أنفسهم في مرآة الآخرين، ويغيب عنهم أن ما يروه هو صفاء سريرتهم التي تجعل الأشياء الأخرى جميلة. بينما الواقع قد يكون مغايراً. وفي الجانب الآخر هناك أشخاص يتفننون في كل شيء يجعلهم يبدون بصورة بعيدة عن أنفسهم. يتلونون ويتقصمون، والهدف أن يكونوا أي شيء ماعدا أنفسهم. وربما لو بذلوا جهداً بسيطاً في تقويم أنفسهم وتهذيبها، ووثقوا بذواتهم لكان أفضل بكثير لهم وللآخرين. في حياة كل شخص صفحات ضائعة. هناك من يقف عندها ويتحسر على ضياعها، فيضيع معها العمر وهو في المحطة نفسها. وآخرون يتمسكون بالغد لأنه أفضل علاج للماضي. من جماليات الحياة متعة التغيير، ولذلك هناك أربعة فصول متباينة، وليل ونهار، وبحر ويابسة، وتنوع لاينتهي. نخطىء إذا أصررنا على التمسك بالمرحلة عينها.. دعها تمضي. الحياة أمامك بكل ما فيها من عوالم وأشخاص وتجارب. لاتفتح باب تصفية الحسابات.. فهذا مشوار يستهلك طاقتك ومشاعرك. العمر أقصر من أن نضيّعه في تلك الحسابات. أحياناً نوهم أنفسنا بتصفية الحسابات لنعود إلى النقطة ذاتها ونعيش فيها. وهم يطيل عمر المعاناة ولا يحلها. فالتفكير في شخص هو امتلاك للحظة سواء كان إيجاباً أو سلباً. تجاوز نقطة التماس. واتخذ قراراك بثقة. لا تلتفت فهي ربما لحظة انكسار. استمر في خطواتك. المعادن الطيبة سوف تكافئها الحياة ولو بعد حين. استمر فأنت في الحياة تستحق الأفضل.
اليوم الثامن:
حينما يغادر نكتشف أن الجزء البسيط رحل
وأن النسبة الكبيرة كانت وهماً.. وتبخرت