نحتاج أن نجدد علاقتنا بأنفسنا. أن ننظر كيف يمكن لنا أن نسعد من حولنا. كيف نصنع من كل مناسبة في حياتنا فرصة لمد الجسور نحو الآخرين, وقبل ذلك للتواصل مع أنفسنا.
الإنسان دون انتماء هو هامش ضائع يفتقد مبررات الوجود. الصفاء مع النفس والنقاء من الداخل, يمنحان الإنسان مساحة هائلة من الأريحية والأمان الداخلي. حينما يتجاوز الإنسان إشكالية المظاهر, وعقدة الأنانية المتجذرة داخله, يخرج من البحيرة المحدودة إلى المحيط الشاسع. يخرج من عالم الحسابات الضيقة إلى فضاء العطاء اللامنتهي. السعادة التي تبنى على حساب الآخرين سعادة مسروقة, بل هي سعادة خادعة. ومتى تمسك الشخص بالقيم التي يؤمن بها تصبح الأخطاء مجرد عثرات بسيطة, سرعان ما يعود بعدها إلى جادة الصواب.
الإنسان دائما يسعى للعودة إلى البدايات النقية، لكي يتخلص من الأخطاء المتراكمة. ولهذا حينما يفد الملايين من البشر الى الحج في منظر روحاني مهيب, فهي محاولة من الإنسان أن يعود بصفحة بيضاء كما «ولدته أمه». كما أنها تمثل رغبة في التمازج مع الفطرة النقية.
الحج لم يكن أبدا طقوسا وممارسات شكلية، بل هو رسالة ذات مغزى تخاطب حاجة الإنسان إلى التحلل من أخطائه، والعودة إلى الصفحة البيضاء في حياته ليقود دفة مساره في الطريق الصحيح.
نستطيع أن نجعل من كل مناسبة في حياتنا نقطة تحول إلى الأفضل, ومحطة لمراجعة حساباتنا مع أنفسنا ومع مجتمعنا.
ربما هناك أشياء كثيرة تغيب عن الذاكرة في زحمة إيقاع الحياة اليومي، لتأتي مناسبة كهذه ترينا الجوانب الأخرى، وتواجهنا مع حقائق منسية. وقدسية مناسبة الحج فرصة حقيقية لإعادة حساباتنا من جديد. الخير موجود داخل كل شخص منا، نحتاج فقط أن نشرع له الأبواب ليعم الجميع.
اليوم الثامن:
كل منعطف في حياة الإنسان
فرصة مواتية لبداية جديدة