هكذا نحن دائماً في إطار المساحات المعدة. لماذا لا نحاول أن نخرج من القوالب؟ هل بالضرورة السير في الممرات المعتادة هو أفضل الطرق؟ أليس ممكناً أن تكون الفضاءات الأخرى أكثر إشراقاً وسعادة. مشكلتنا أننا نصر على التقولب في الأماكن نفسها ومع الأشخاص والأفكار ذاتها!. نعاقب نفسنا لو حاولت أن تتنفس الهواء المفتوح، لأنه شيء يختلف عما اعتدنا عليه.
الأشخاص الذين يصنعون حياتهم، هم الذين يتقدمون بثقة في تجارب جديدة... يسمحون لأنفسهم أن يعيشوا الحياة. يجابهوا الخوف بالمبادرة. ويحطموا القلق بالمثابرة. ما من شيء يحجم الإبداع في حياة الإنسان أكثر من الخوف. لو جربنا أن نعطي أنفسنا فرصة لربما فاجأناها بأداء أفضل.
من الخطأ أن نعيش العمر بسنينه وفصوله وتقلباته في دائرة التكرار. وكأن العمر رقم مضروب في واحد. أهي هذه الحياة؟ تلك التي نعيشها بفكر الآخرين، ونتكلم فيها بما ينتظره منا الآخرون. وأين نحن؟.
الحياة تعلمنا أن الأشخاص، الذين أعطوا لأنفسهم الفرصة بتجربة الجديد. وتقبّل الاختلاف. وكان لديهم المرونة في التأقلم مع المتغيرات، هم الأشخاص، الذين حققوا النجاحات الأكبر في مسيرة الحياة.
حاول أن تجعل من كل فرصة بداية لمرحلة جديدة في حياتك. وفي اللحظة التي يغلق فيها باب واحد، تأكد أن أبواباً كثيرة فتحت. فقط تنتظر منك المحاولة. مدّ ببصرك إلى مسافة أبعد قليلاً لترى الممرات والطرق بألوانها الزاهية، وهي تترقب خطواتك.
أجمل ما في الحياة تعدديتها وتبايناتها. وهذا الذي يجعل للحياة جاذبية. تخيل لو كان اليوم عبارة عن نهار دائم، أو السنة عبارة عن فصل واحد، لكانت الحياة كئيبة ومملة. لكنّ تعددية الأشياء واختلافها هو سر جمالها. ولكي نعيش الحياة بحقيقتها لابد أن نعطي أنفسنا حق المحاولة والتجربة، فهنا يبدأ عمرنا الحقيقي
اليوم الثامن:
اللحظة التي تشعر فيها بمرارة النهاية
تمهل. فربما تكون هي حقيقة البداية
@mfalharthi