ينتابني شعور منْ يصل والأنوار تنطفئ في المكان وملامح التعزيل تبتسم له من بعيد! مقاعد مقلوبة سجاد ينطوي! وبقايا زينة على الأرض..
شعور النهاية يلازمني، وإن كان الأمر به شيء من التشاؤم لكنه واقع وأشعر به!
أمور كثيرة تغيرت! خلفية المواضيع، الأمور المتعارف عليها والمرغوبة وعليها الطلب!..
كل شيء لم يعد كالسابق!
ولا أدري هل ينفعنا هنا ضرب الأمثال التي تحث على التمسك بالماضي! «قدميك نديمك» «. و... «Old is gold»
اكتساح العالم الافتراضي حياتنا، هدد أهمية خبراتنا ومكانة الأشياء التي اعتدنا عليها ونظن بأنها من تمام الأمور!
التكنولوجيا أتت ولم تقصر بخيرها وشرها لغت وأضافت، ولازلنا ندفع لها ضريبة راحتنا! بأمور تقض راحتنا!
التغيير أمر صحي خاصة إن لحق الأشياء بحاجة للتطوير..!
لكن مع الوقت تشعر وكأن البساط بدأ يُسحب من تحت قدميك!
جيل السبعينات وأوائل الثمانينات نحن بورطة!
نلهث نحاول أن نحجز مقعداً، فالمشهد كل لحظة يتغير..! نحاول أن نتناسق معه وألا نصبح خارجه!
كل يوم يصلنا تحديث جديد، لتطبيق ما أو لهاتف نقال أو حتى لفكرة! ونحن نحاول أن نتكيف مع كل هذا، في الوقت نفسه ترى انسحاباً لجيل كامل من الأفكار والذكريات، أصبحت من الأرشيف، كانت خلفيات لحياتنا، أصبحنا نراقب مواكب الرحيل لأبطال شاشتنا «رحيل فناني الأبيض والأسود» توالياً «والتي أوجعتنا ونحتاج لأخذ العزاء فيهم..
في بادئ الأمر، تظن أن الغلبة لمن يمشي في اتجاه العجلة! أما من يقف أمامها يجرفه التيار عن الطريق!
لكن سرعان ما تفهم أن الأمر بعيد عن نظرية المؤامرة وأنها سُنّة الحياة.. فلا شيء يبقى.. ولا شيء يستمر بنفس الجودة والعطاء.. لابد من الرحيل ليأتي آخرون! ولابد من التغيير وإلا سنبقى «مكانك سر»!
لكن الأمر ثقيل جداً لمن لديه همة واعتاد العطاء.. يتعبه ان يُستغنى عن خدماته..! يتعبه أن المقاعد الأمامية دائماً محجوزة بكفاءات..! فيجلس في الخلف يراقب كيف تسير الأمور بدونه!
هناك أمثال تماشي طبيعة الحياة مريحة لدرجة ما...
قالوا؛ «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك» و«لن تأخذ زمنك وزمن غيرك»..
هذي هي الحياة كل مكان فيها له قيمة سواء كنت تجلس بالصفوف الأمامية أم الخلفية! أو حتى واقفاً بل مقعد! المهم أن تتعلم بدل التحسر الاستمتاع..! استمتع بإنجازك وإنجاز غيرك يكفي أنك جزء من مشهد الحياة! والبعض أُواسيه مع نفسي وأقول له: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً!