نصل إلى محطات، ونسأل: «هل هذا هو الطريق»؟. نمشي في مسارات، وتأخذنا طرقات وتلهينا الأيام. نكتشف أن العمر يركض، وأن الأحداث تأخذنا ولا نعرف هل هذا هو العمر؟ نقف لنتأمل ونراجع ونكتشف أننا كنا نعيش في حالة ركض، وننسى أن الحياة هي استمتاع بما لدينا واحتضان اللحظات الجميلة، والاهتمام والإحساس بمن حولنا.
مادية الحياة عودتنا على الأخذ، هاجسنا الأرقام والمقتنيات، ومحاولة الحصول على الأكثر. والسعادة في حقيقتها ليست في ماذا استطعت أن تحصل عليه، بل في اللحظات، التي عشت فيها، وشعرت بالسعادة والرضا عن نفسك. أشقياء هؤلاء الذين يعيشون قلق الأخذ، ولايستمعتون بلذة العطاء... تجدهم يرغبون في الحصول على الأكثر. وربما لديهم أشياء جميلة؛ لكنهم من باب ما ليس عندي هو الأفضل، يفتقدون متعة الطمأنينة، ويعوضون فقدانها بالمزيد من الجشع والرغبة في الحصول. يتظاهرون بكل الصور لكي لا يكونوا أنفسهم. بعضهم يغلّفون أنفسهم بمظاهر زائفة أو بصور خادعة، لكي يغطوا ثغراتهم. ثم يكتشفون في لحظة أنهم لم يخدعوا الآخرين، بل كانوا يباعدون المسافة بينهم وبين أنفسهم.
التوقف ومراجعة الذات تمنحنا فرصة لنصحح مسارنا. فالركض ليس دائماً هو الحل، بل التروي والتناغم مع الحياة والمحيط الذي نعيش فيه، يمنحنا بعداً جديداً في حياتنا. تعزيز تواصلنا مع الآخرين والاهتمام بمن نحب ومشاركتهم اهتماماتهم وأفكارهم يجعلنا نشعر بمتعة اللحظة وقيمة الحياة.
لنبدأ بمراجعة أنفسنا الآن فميزة الحياة هو تسامحها مع أخطائنا، وفتح الفرص مع صباح كل يوم جديد
اليوم الثامن:
كلما زادت الصور على الانستغرام
كلما كشفت عن تعاسة الإنسان ...
twitter-bird-light-bgs.eps
@mfalharthi