تمسك بصديقك. تجاوز الأخطاء. تغافل عما يضايقك. لا تدقق في التفاصيل وانظر إلى ما بعد ذلك. الأصدقاء هم الثروة الحقيقية التي يسعد بهم الإنسان. هم الذين يضيفون إلى الحياة مساحات واسعة وفضاء أجمل. تعملنا التجارب أننا أثرياء بعدد أصدقائنا الحقيقيين. وأن سعادتنا في كثير من صفحاتها هي من رسوماتهم. خسارة صديق هي خسارة مرحلة في الحياة. هو جزء من العمر يغادرك.
تخيل كتاباً تنزع منه صفحاته، تصور أسابيع تقتطع منها الأيام. من الصعوبة أن تمنحك الحياة دائماً أصدقاء؛ ولذلك يظلون دائماً هم الاستثناء، ومن الصعب تكرارهم أو استنساخهم. في منعطفات الحياة نجد أصدقاءنا هناك، ليس فقط بوجودهم، بل حتى بمشاعرهم. يزداد بريقهم في المواقف ويقتربون أكثر في الأوقات الصعبة. وربما نسأل ونعاتب الأصدقاء، وكأننا ننتظر منهم دائماً. وننسى أن الحياة كما هي أخذ فهي عطاء. ويغيب عنا أن نضع أنفسنا في مكان الشخص الآخر.
الأصدقاء لا يطلبون فقط التسامح بل التفهم. الحوار وليس العتاب. حينما يغادرنا الأصدقاء، يتركون مساحات مهجورة وأبواباً موصدة، وينسون أن يتركوا لنا مفاتيحها. فنبقى معهم على الرغم من مغادرتهم، وتبقى مساحاتهم لهم. لا الزمن يلغيها، ولا تقبل نزلاء جدداً.
لا تخسر صديقك. ولا تجعل من الأمور الصغيرة قضايا كبيرة. وتعلم كيف تتنازل، ليس لضعف منك، بل لرقي معدنك وطيبة أخلاقك. فالحياة أبسط مما نتصور، وأجمل مع منْ نحب.
اليوم الثامن:
نخسر أصدقاءنا إذا توقعنا منهم الكثير
ونربح أنفسنا إذا عملنا ما ننتظر منهم