ارفع رأسك قليلاً، وانظر للأفق الواسع. تجاوز الدوائر الصغيرة. كثير من مشاكلنا هي في مخيلتنا، وليس في واقعنا. الحياة جميلة بتنوعها وتشعبها وتبايناتها. الإيقاع الواحد ممل، والاختلاف جزء من جمالية الحياة. لا تستسلم للأوهام فهي تنمو وتتشعب، تتحول إلى جسم ضخم، لكنه وهمي.
بادر بالخير دائماً، وانثر الفرح في طريقك. رد الإساءة بالإحسان. واجعل الكلمة الطيبة رفيقة لك.
لا تجعل من الأمور التافهة قضايا مصيرية تسلبك الطمأنينة والراحة. ولا تستعجل في الأحكام، فإعطاء الفرص يفتح مجالات للمرونة وتقبل المتغيرات.
العمر أقصر مما نتصور، وهدره في أمور هامشية، ظلم للنفس. لا يزعجك الحاقدون، فهؤلاء تشفق عليهم. يفتقدون الطمأنينة والسعادة. وهم عادة ينتهون في الهامش البعيد. شيء عابر ومضى. نقابل البعض منهم في مسيرتنا، وأمامنا خياران. إما أن ندخل في دوائرهم الصغيرة، ونعيش صراعات ومشاكل تسرق منا أجمل أيام العمر، وإما أن نرنو بنظرنا إلى الأعلى، ونسمو بأنفسنا عن النزول إلى الأسفل. قد تصلنا الإساءة، ولكن نحن من يحدد حجمها وتأثيرها.
التسامح علاج ناجع لكل المشاكل. التسامح يسمو بك إلى درجات الرقي، يغذيك بالتفاؤل ويضفي على حياتك الطمأنينة والهدوء. التسامح ليس مع الآخر فحسب، بل حتى مع النفس. أحياناً نكون قساة على أنفسنا. متشددين في المحاسبة والعتاب. بينما التسامح يمنحنا متعة التواصل مع ذواتنا.
الأنانيون يفتقدون السعادة، لأنهم يفكرون في أنفسهم فقط، ويعتقدون أنهم كلما أخذوا أكثر، سعدوا أكثر. وهذا يجعلهم يشعرون بالإحباط. وبدلاً من أن يواجهوا الواقع ويعدلوا من أسلوبهم، تجدهم يتمادون في الحصول على الأكثر وإرضاء ذواتهم. فيزداد إحباطهم. بينما العطاء في كل صوره يجعل للحياة معنى، ويعطي للإنسان قيمة ورسالة.
السعادة ليست في الامتلاك، والنجاح لا ينحصر في الأرقام. المعادلة سهلة، لكنها تحتاج إلى إرادة ورؤية. التوازن في الحياة صمام أمان يمنحنا الطاقة والتفاؤل. وقوة الإيمان والثقة بالذات، تجعلنا أكبر من الظروف المحيطة. نستطيع أن نسعد أكثر بالحياة، إذا جددنا رؤيتنا لها..
اليوم الثامن:
في لحظات الصفاء والشفافية
نكتشف كم نحن عقّدنا الحياة
وكم هي في الأساس بسيطة.