كيف استطعت الوصول إلى عالمي، رغم كل الحواجز الصلبة والاحتياطات المفرطة؟ كيف استطعت أن تدخل ما بين الروح والأنا.. ما بين الشهيق والزفير... ما بين الحرف والبحة؟
دخلت إلى مساحات مهجورة، إلى عالم أجهل تفاصيله. ضاعت محاذيري وعهودي. ووعدي لذاتي بأن لا أسمح لهذا الفؤاد أن يتعب، ولا أرهن مشاعري وتفكيري لأحد كان. مواثيق كثيرة وضعتها، يبدو أنها فجأة رحلت مع الريح.
حاولت. غير أن "سونامي" هزني من الجذور، اقتلع كل الحصانات، التي توهمت أنها لن تسقط. لكنه سقوط مختلف. سقوط للأعلى، نقلة كبيرة فتحت لي بوابات السعادة، ورسمت لي عناوين الفرح. وجودك في حياتي أدخلني إلى عالم آخر. كله سلام وحب. بساطة وطيبة. شيء مختلف عما تعودت. لم يعد عالمي كما كان، بل هو ملامح جديدة لوجه يشع بالسعادة، وروح تخفق بالحب.
إنها أجمل هزيمة، بل انتصار بلون مختلف. كيف لا وقد كان هذا التغيير المفصل الذي أخذني من عالم الرتابة والملل إلى عالم يتوشح النور ويفيض بالحنان. أجمل الأشياء، التي تأتي على غير موعد، وأحياناً البحث عن ما نبتغي يجعلها مهمة صعبة؛ ولكنه القدر الذي يعطيك ما لم تتوقع. تماماً كما منحني إياك كهدية العمر. وهو الموعد الذي أعاد لي الحياة بطفولتها وجنونها وبراءتها.
معك المسار أصبح اتجاهاً واحداً، لا يقبل التراجع. طريق مصير، وليس محطة وقوف. خيار مستقبل، وليس هواجس ماض. معك أتجاوز خوف النهايات، وأعيد تشكيل البدايات
اليوم الثامن:
في اللحظة التي تقترب فيها من فقدان الأمل
وتقرر إسدال الستار ومغادرة القاعة ...
استعد فهناك موعد سيفتح لك بوابات الفرح.
@mfalharthi