| الحياة تبدأ في اللحظة التي نقررها. لا شيء مستحيل إذا وضعنا ثقتنا بالله، فما هو متحقق الآن كان يوماً في قائمة المستحيل. نخطئ إذا وضعنا حساباتنا بالأرقام وأشغلتنا الدنيا بتحقيق الطموحات، وقضينا العمر في مشوار الركض، نحارب الزمن وننسى أساسيات الحياة. نعتقد أنها معركة لاختطاف الأكثر واقتناص الغنائم. الحياة أبسط مما نتصور، وأقصر مما نتخيل.
ربما تكون المناسبات الكبيرة واحدة من الفرص، التي يمكن لنا فيها عمل مراجعة ذاتية لحياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين. والعيد هو تلك المناسبة التي كانت فكرته الأساسية للفرح والتواصل مع بعضنا البعض، وبث السعادة للمجتمع وتجديد مشاعرنا وإظهار حبنا لمن هم حولنا. ومن المؤسف أن تتحول هذه المناسبة إلى مناسبة احتفالية تعتمد على المظاهر والالتزامات الاجتماعية، وتصبح عبئاً اجتماعياً بدلاً من أن تكون مناسبة للتخلص من أعباء الحياة اليومية ومشاكلها.
من المهم أن نتذكر أساسيات الأمور، وأن نعيدها لأصلها. فربما تعودنا على أشياء دخيلة وأصبحت جزءاً من التقليد المتبع، بينما لو فكرنا قليلاً لتغيرت نظرتنا. فالعيد هو فرصة لنمدَ الجسور مع الآخرين، وأن نعتذر لمن أخطأنا بحقهم وأن نتذكر من نسينا. وأن نردد كلمة أحبك لكل من يستحقها. العيد هو ذلك الحدث الروحاني الذي يخاطب فينا الإحساس، ويجعلنا للحظة نستعيد طفولتنا وعفويتنا ولهفتنا للأشياء. وهذا ما يصنع الفرق بين شخص وآخر.
الأضواء الفاقعة لا تعني السعادة بالضرورة، بل ربما تخفي التعاسة وتحجب الضوء عن الحقيقة. لنجعل اللحظة التي نعيشها هي الأهم. والأشخاص الذين حولنا هم الجوهر. ربما لو استطعنا أن نجعل من كل يوم في حياتنا معنى وهدفاً لتغيرت نظرتنا وإحساسنا بالحياة. فالعمر ليس مجرد أيام نستهلكها وتمضي، بل هو مشوار نعيشه ونستمتع بتفاصيله ونشارك الآخرين في ترجمة أحلامه
اليوم الثامن:
كل الصخب الذي في العالم
يتهاوى عند كلمة صدق واحدة
@mfalharthi