سنة سعيدة تتحقق فيها كل أحلامك وطموحاتك. سنة خير وبركة وسعادة. الأيام تمضي والسنون تهرب من بين الأصابع. وكل سنة تغادرنا تأخذ معها أحلامها وقصصها وأسرارها. والحياة جميلة؛ لأن مسارها مستقبلي وحركتها إلى الأمام. نحنّ إلى الماضي، لكننا نخدع أنفسنا بالرغبة في العودة إليه؛ لأننا نتطلع إلى الجديد، ننجذب للمجهول، نساير قانون الفطرة في التقدم إلى الأمام، وليس الركض إلى الخلف. مع بداية كل سنة نكتب مشاريعنا وقراراتنا للعام الجديد، نكتبها بلغة الطموح والحماسة. وعندما يغادرنا العام مهرولاً نعود لنكتشف أننا نكرر ما نكتب وأن ما كنا نحلم به مازال في خانة الأحلام، ولم يترجم إلى واقع. لكن الأمل يجعلنا نتفاءل بالمقبل، ونعود كالأطفال نكتب في قصاصاتنا خططنا وأهدافنا. كل عام جديد يفتح لنا نافذة أمل وحلم نسعى إليه. الأيام هي ذاتها، ولكن هناك تواريخ كمحطات تأمل ومراجعة. نتوقف عندها لحظة؛ لنراجع أنفسنا ونسأل ونحاسب. محطات تعطينا فرصة لمراجعة الماضي وتحديد خيارات المستقبل. هي نقطة توقف مهمة؛ لنمد الجسور مع أشخاص شغلتنا الحياة عنهم، وأشخاص ربما حولنا ولكننا مقصرون تجاههم. هي فرصة لنقول لمن نحبهم إننا نحبهم. وأن نعتذر عن أخطائنا وقصورنا. ما أجمل راحة الضمير حين نصارح أنفسنا بأخطائنا ونبادر لتصحيحها! الحياة أبسط مما نتخيل، وربما تكون أجمل لو تعاملنا معها على هذا الأساس. عام جديد. لنجعلْه عاماً للحب والخير. لنحاولْ أن نستمتع بأيام العمر بدلاً من حساباتها. كل عام يمضي هو رقم جديد يضاف إلى رصيد العمر. الرصيد الوحيد الذي لا نرغب في زيادته. ولكنها في نهاية المطاف هي أرقام. ما يهم كيف نشعر بحياتنا وكيف نعيشها. الحياة ممكن أن تكون جميلة لو استطعنا أن نحب الآخرين كما هم، وليس كما نريدهم.
اليوم الثامن: أول قرار اتخذته للعام الجديد البحث عن أصدقائي القدماء لأقول لهم: أفتقدتكم…