لحظات عابرة

محمد فهد الحارثي
| الكيانات الحقيقية تتعرض لهزات لكنها لا تموت. طالما أنها مبنية على صدق المشاعر والنوايا الطيبة، فسوف تتجاوز كل العقبات. عالمي معك كيان أكبر من المتغيرات، وضد عوامل التعرية. أنت بالنسبة لي اكتشاف جديد، مهما عرفتك، أشعر أنه ما زال أمامي المزيد. نحن لبعضا حياة ومصير. مستقبل واحد لا يعرف التقسيم. نعم تمر علينا أوقات نتباعد فيها، ربما نختلف. لكنها هوامش بسيطة في كتاب كبير. أعرف أننا في لحظات نشعر أن اللغة المشتركة بيننا تتعطل، والإيقاع المشترك يرتبك، لكنها لحظات تمرّ في حياة كلّ البشر. ما يميزنا أننا نملك النضوج الذي يجعلنا نستوعب اللحظة المتغيرة من أجل الحقيقة الثابتة. ربما في لحظات نشعر أننا لم نعد كما كنّا، وأن المسافات بيننا تتزايد. لكنها كبوات صغيرة في مسار طويل. ندرك بعدها أن نور الشمس، وإن اختفى لحظات تحت سحابة عابرة، لكنه لا يغيب. وأنت مثل الضوء نورك يسبقك في كل الأمكنة. وحضورك يجعل للأوقات معنى وقيمة. أصعب قرار حينما أخطو الخطوة الأولى بعيداً عنك، هي المسافة الأطول في العالم. مشي عكس التيار. محاولة للسير في عالم المجهول. أعود بعدها مسرعاً إلى عالمي معك. مدركاً أن كل الخطوات الأخرى مجرد أوهام أخدع بها نفسي. وأن خطواتي أينما تسير فاتجاهها واضح ومحسوم، لا يعرف التغيير. لن ندع الأمور الصغيرة تؤثر علينا. فوجودك في حياتي اختصر مشوار العمر، وحقق أحلام المستقبل في حاضر اليوم. معاً سنمشي دروب الحياة بثقة، ونتفاءل بأن الآتي سيكون أجمل اليوم الثامن: الأشياء الصادقة لا تغيب حتى وإن بدا لنا ذلك ... مثل نور النهار نعتقد أنه اختفى بينما هو يضيء في مكان بعيد.. ليعود لنا مشرقاً بنوره من جديد @mfalharthi