على ضفاف المحيط أعدت حساباتي من جديد. تأملت عالمي بشكل مختلف. أدركت حقائق لم تكن غائبة، لكنها محتجبة في زوايا الذاكرة. رأيت كم أنك بحر من العطاء لا ينضب، وأنني أنعم بملاك ليس كبقية البشر. حينما نعتاد العطاء من الآخرين، ننسى أن الحياة أخذ وعطاء. وأن العدالة تفرض علينا شروطاً من الصعب تجاهلها. تأخذنا أنانيتنا إلى الجانب الآخر، تجعلنا ننشغل بأنفسنا ونعتقد لوهلة أن الآخرين يعيشون فقط من أجل إسعادنا. نتناسى أن السعادة تنبع من داخلنا، وأننا لكي نتمتع بها، لابد من شروط، أهمها محاولة إسعاد الآخرين. مراجعة الذات ممارسة مهمة تقودنا إلى المسارات الصحيحة. تعيد تعريفنا لأنفسنا ولقراراتنا. وفي مراجعاتي هذه وجدت أنك كنت الخير الذي يلون صفحات أيامي. كنت الحضن الذي يستوعب كل تجاوزاتي. كنت الفرد، الذي لم ينتظر يوماً ما المقابل، بل كان شاغله صنع الفرح، وبث روح التفاؤل في حياتي. قائمة طويلة من الاعترافات أحملها لك. أولها اعتراف بجمودي وأنانيتي، وأنني كنت أتصور نفسي محور الكون، والآخرين يدورون في فلكي. بعدها عرفت أنني جزء من نسيج يسعد بقدر ما يعطي. تعلمت منك كيف يكون النقاء بوابة للشعور بالأمان. وأننا حينما نتصالح مع أنفسنا، فإننا نربح الرهان الأصعب في هذه الحياة. الإنسان في مساره الحياتي ينضج. وأنا معك اكتشفت العالم بأبعاده الثلاثة. كانت الأمور مبسطة وربما سطحية. أخيراً عرفت أن الحياة ليست كما كنت أعتقد. فمعك أدركت الفرق بين الصورة والأصل، بين الحقيقة والوهم. بين الصدق والكذب. منك تعلمت أشياء كثيرة، أولها أبجديات الحب.
اليوم الثامن:
غريب أمر هذا الإنسان يعاند ويتجاهل أخطاءه، وحينما يخسر من يحب يضع اللوم على الآخر ويتقمص دور الضحية.