لماذا أشعر بأن هناك مسافات تفصلنا؟ شيء ما يقف في منتصف الطريق، فلا نحن الذي قلنا ما نريد، ولا الصمت أسعفنا. أصعب إحساس حينما نشعر الأشياء، ولا نستطيع أن نقولها. حينما يصبح الصمت اللغة المشتركة بيننا. هناك أسئلة لا نستطيع طرحها، لكننا نشعر بها. وهناك إجابات نفهمها من دون أن نقولها. لا أطلب منك تفسيرات، لكنني أشعر بحاجة إليك أكثر مما تتخيل. ربما أحتاج الإنسان الذي عرفت، وليس الإنسان الذي أرى.
اعذرني لقلقي وخوفي، فأنت الكيان الذي عليه راهنت. وأنت المستقبل الذي انتظرت. هناك إحساس في العمق لا يمكن التخلص منه. تصبح الضحكة مسلوبة فرحتها، والابتسامة خطوط شكلية. وتسأل نفسك ما الذي يجعلني هكذا، ولا تجد إجابة واضحة. لكنه الإحساس الذي يصرخ داخلك، ولا تعرف كيف تتخاطب معه.
من الصعب أن نخدع أنفسنا ونعيش الوهم. وإلى متى؟. الحقائق كنور الشمس لا يمكن حجبها بغربال. وكلما كانت المشاعر راقية ومرهفة، كان الإحساس أصعب.
المسافات البعيدة تبدأ بخطوات بسيطة، كذلك البعد يبدأ بتباينات صغيرة، لكنها تنمو مع الوقت. هل أصمت وأرتدي معطف السلبية. أرى الكيان ينهار، وأتناسى وأتشاغل. وهل يجرؤ القلب على التغافل. هل من السهولة أن أمسح جزءاً من عمري، وجوهر سعادتي، وكل أحلامي في لحظة؟
لن يصيبني اليأس، ولن أفقد الأمل. فكل حياتي تصبح ناقصة إن لم يضىء نورك فيها. وأي لحظة أقضيها معك هي العمر بكامله. وكلما خطوت بعيداً عنك في لحظة انفعال، تمرد جسدي وعاد راكضاً إليك. ما هو العمر غير لحظات صدق تعيشها مع إنسان يقدر قيمتها؟ وماهي الحياة إلا العمر الذي نقضيه بإرادتنا وخياراتنا؟
سوف أخطو الخطوات، وأتجاوز كل الحساسيات. سوف أخطو الميل الإضافي، ليس فقط من أجلك، بل من أجل حلم مازلت أحتضنه كل يوم. من أجل شخص أعيش له، ومن أجله.
اليوم الثامن:
أقصر مسافة بين اثنين هي نقطة تفاهم
وأبعد مسافة هي لغة الصمت المزمنة