ماذا تستطيع أن تعمل إذا كان من تفتديه بحياتك وعمرك وأحلامك، يعاني ويتألم. وتقف عاجزاً عن عمل أي شيء. تسمع الآهة فتعتلج في صدرك آهات وآهات. ترى النظرة الحزينة فتنكسر في داخلك عوالم ومساحات. ما أقسى هذا الشعور الذي يجعلك في صراع مع الذات، وفي حرب مع كل الظروف، من أجل من تحب.
تشعر كم هي هذه الحياة رخيصة وتافهة وربما غير عادلة. تعيش في معاناة داخلية وأنت ترى من تحب يتألم، ويجاهد لإخفاء ما يعانيه من أجل ألا تجرحك تأهاوته. ما أصعب هذا الإحساس الذي تحارب فيه هذا الشعور الجارح كل لحظة، وتتصنع ابتسامة جافة ترسمها على ملامحك، لكي تخفي قلقك وحزنك. كلانا يكذب على الآخر من أجل خلق شعور بالطمأنينة، حتى لو كانت وهمية.
تقسو اللحظات عليك، وتتمسك بالأمل وتضع شكواك ودعاءك وتوسلك إلى الخالق وحده. تسأله المعونة والرحمة. تشعر بالعجز لعدم قدرتك عمل أي شيء، ويظل الدعاء منجاتك وأملك. ويظل الأمل في الله كبيراً وعظيماً "لا تدري لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً".
كيف يجرؤ الألم أن يتسلل إلى عالمك. وأنت الذي تمنح التفاؤل والفرح لكل من حولك. كيف يفقد ويمارس جنونه هذا المرض ويقتحم عرينك وأنت الذي جعلت من هذا العرين مساحة خير وحب وعطاء. ما أصعب استيعاب ما يحدث، وتطرح أسئلة لا تنتهي. وتعود إلى رشدك وتسأل الله غفرانه وعفوه ورحمته. ويظل الأمل قائماً مهما كانت الصعوبات، فهل على الله شيء مستحيل.
تماسك أيها الكبير، فكم هي الحياة عظيمة أن منحتنا إياك. تعلمنا مبادىء الحياة الحقيقية، تغرس فينا قيمك ومثلك ونهجك، محيط ضخم كلما تعمقت فيه، اكتشفت أن هناك ماهو أكثر. وها أنت حتى في اللحظات الصعبة والمنعطفات لا تفتأ تكمل مشوارك العظيم في تجسيد القدوة بالعمل والتطبيق، وليس فقط في الكلام والتنظير. ففي المواقف الصعبة تنكشف المعادن الأصيلة. حفظك الله أيها الكبير، وأبقى فيض سعادتنا وفرحنا بوجودك.
اليوم الثامن:
كلما ضاقت عليك، وأرتك الحياة وجهها القاسي...
افتح منجم الإيمان في داخلك واحتضن ما يريده القدر.