منحتك الطريق فلا تمنحني المرارة. جاهدت من أجل أن تكون، فلا تجعلني في عالم اللاوجود. لاتنتزع الفرح مني بعد أن عرفت طريقه. لا تحرمني ظلال الطريق بعد أن مشيت هجيره. لاتجعل من هذه النقطة خاتمة كتاب، بعدما حسبتها بداية عنوان. ماذا عساني أن أتصرف والقضية بين أنا والذات، بين القلب والوريد؟. ماعادت هناك مساحة للمرافعة وأنت المتهم والخصم والحكم والمصير.
نحن في محطة كان ولابد أن تكون. نقطة مفترق أو هي منعطف للحسم والتأكيد. فتعود بي إلى الذاكرة إلى كل الخطوات والكلمات وأصغر التفاصيل. كنت أنظر إلى الحياة شطراً واحداً من البيت وأتناسى بقية القصيد. عطاء من دون مقابل.. تضحية من دون انتظار رد الجميل. نظرت للحياة معادلة في اتجاه واحد، اعط وقدم وتنازل، وإذا ما انتهيت أيضاً، قدم المزيد. الأمور كلها عندي منظور واحد، وجزء من الصورة كانت الكون كله. هكذا، ربما حسابات ساذجة أو لعلها بساطة تفكير، لكنها قناعاتي التي قادتني إلى ذلك، ولو عاد بي الزمن لاخترت الطريق نفسه.
لماذا نجرح من نحب؟. لماذا نقسو على من هم قريبين منا ونحنو على البعيدين؟. وأين العدالة حينما نتعامل مع من يحبنا كأمر مضمون ونجعل بوصلتنا في اتجاه الآخرين؟. وهل يصحو يوماً الضمير ليعاتب، ومتى؟.. بعدما تنتهي الرحلة وينسدل الستار. الزمن له سطوته وسلطانه. الأهداف بعد صافرة الحكم مخالفة بينما قبلها بثوان فرح ونصر كبير.
لن أفرض الحلول. فبعض المواقف يضعفها الحديث. والصمت عنها أبلغ تعبير. علمتنى الحياة أنه حينما يغلق باب واحد تنفتح عشرات الأبواب، وأن ما نعتقد أنه نهاية لربما هو بداية لعالم جميل. عندي قناعة راسخة أن الحياة في نهاية المطاف تمنحنا ما نستحق، وأن الصبر، على الرغم من صعوبته في لحظاته، إلا أنه مفتاح للسعادة وهو الذي يصنع التغيير. .
اليوم الثامن:
لا لن أسألك الرحيل..
لكن بعضاً من الضمير
@mfalharthi