. مع بداية كل عام، نصوغ قراراتنا ومشاريعنا المقبلة، وربما تأخذنا الطموحات؛ فنرسم مشاريع كبيرة وتصورات واسعة. فهناك عام مقبل بشهوره الاثني عشر؛ يستوعب كل الطموحات. وتمضي الأيام ويأتي عام جديد، لنكتشف أن الزمن أسرع مما كنا نتخيل، وأن ما سعينا إليه لم يكتمل. فالأماني شيء، والتنفيذ شيء آخر. من الجميل أن نحلم ونخطط، ولكن من المهم أن ننفذ ونلتزم. وألا يموت حماس البدايات مع مرور الأيام، فالاستمرارية سمة يمتاز بها الناجحون. والمشاريع الكبيرة هي عبارة عن مشاريع صغيرة ولكنها مستمرة.. فقليل مستمر أفضل من كثير متقطع. التحديات جزء من جمالية الحياة. والإرادة هي التي تصنع المستحيل. فاجعل الإرادة أسلوبك، فالانكسارات تحدث، ولكن الإرادة القوية تتجاوزها. ضع ثقتك في الله أولاً، ثم في قدراتك، فهي وصفة ناجعة للنجاح، فالذين نجحوا هم أناس مثلنا وإمكاناتنا متشابهة، ولكنهم وضعوا أهدافاً واضحة وحاربوا من أجلها. البدايات قد تكون في كل وقت، ولكن بعض التواريخ تعطي فرصة وتذكيراً لتسجيل نقطة البداية. وكثيرون يعتبرون بداية العام لحظة محاسبة على ما تم في العام الماضي، ووضع الأهداف للعام الجديد. وهي فكرة جيدة؛ لأننا نحتاج أن نحاسب أنفسنا ونصارحها، فالمكاشفة مع الذات أهم من المكاشفة مع الآخرين. خلال رحلتنا في الحياة قد يخذلك البعض، وربما يستغلك آخرون، لكنها مسيرة الحياة التي تجعلنا نرى كل التباينات في رحلتنا ونتجاوزها بروح الكبار. التوقف عند هؤلاء خسارة للوقت وزيادة في المعاناة. لا تجعل من هؤلاء الأقزام عمالقة يقفون عائقاً في مشوار حياتك. تجاهلهم وواصل المشوار، فالنجاح صوته أعلى. لا تشغلك المقارنات مع الآخرين؛ فهي وسيلة غير عادلة لتقييم ذاتك. نجاحنا في قدرتنا على استثمار إمكاناتنا بالشكل الذي نستطيع؛ فكل إنسان لديه إمكانات، ونجاحه يعتمد على مدى تعرّفه إلى هذه الإمكانات، والقدرة على استثمارها بشكل جيد، فهذا الأسلوب يمنحنا الطمأنينة والسعادة الداخلية. التوازن هو سرّ من أسرار السعادة، وتعقيد الأمور وهم يشغلنا عن أبجديات الحياة. تصالح مع ذاتك واجتهد بحسب قدراتك، وتأقلم مع واقعك وإمكاناتك. فالسعادة ليست في قدرتك على الحصول على الأكثر، بل في صنع إنجازات تستثمر فيها إمكاناتك، والاستمتاع بها، وإسعاد من حولك.
اليوم الثامن:
من يشغله فقط هدف الوصول..
يفقد متعة الرحلة ومحبة الآخرين.