لا تحزني عندما يهديكِ غيابه المفاجئ، فبعض الرحيل يا صديقتي ما هو إلا بدايةٌ لحياةٍ تجهلينها.
يا صديقتي كلّما قصمك الحب باسمِ الغيرة، ترّفعي عنه باسم الكبرياء
يا صديقتي كلّما انقطع عنكِ صوته، غني بملء الحياة
يا صديقتي كلّما حاول الابتعاد عنكِ بالتتابع، غضي البصر عن سوأته وراقصي الوحدة.
أنتِ امرأة جدًا، فكيف تقحمين مشاعركِ بهذا المأزق العاطفي؟ والذي لن يحيلك سوى للمقصلة! كيف تتورطين بحبٍ أشبه بالعدم؟ وأنتِ التي تنحني لها المشاعر طوعًا! كيف تترجمين الحب على أنه تضاد من كلِ حقبة؟ وأنتِ الوحيدة التي تعلم بأنه كلعنةٍ، إن لم تعيذي قلبكِ منها فستلاقين حتفك!
حدقي جيدًا يا صديقتي في فراغ الأشياء من حولكِ، تحسسي فزع صمتها، ابكي معها وعليها، اخلقي من عدمها حياة لها ولكِ، مارسي قلق الحياة بأنوثتكِ، فليس هنالك حبٌ يستطيع أن يجردنا من أنوثتنا وقتما يشاء، دون أن نسمح له بذلك، فلا تسمحي له بأن يحولكِ من امرأة كانت تحلق نحو الأمداء المضيئة بروحِ نورسٍ جائع للحياة، إلى امرأة مجعدّة الملامح والقلب.
الحب الذي يحاول بشتى الطرق أن يدهسنا تحت عجلة الشعور، بخيبةٍ أو بكذبةٍ ما، لم يكن سوى كذبة كبرى أطلقنا على زيفِ ملامحه اسم (الحب)، وتبًا لنا على ما اقترفناه باسم الهوى.