أمر التجربة عجيب غريب! ولا أدري ما الذي يدفعنا لتكرارها؟، الوقوع في الخطأ المتكرر، أم الفضول هو ما يجرنا لناصية التجربة؛ لنرى ما الذي فاتنا "هناك" ولم نعشه بعد؟
البعض يأتي إلى هذه الدنيا وكأنه عاشها من قبل؛
لديه من الحكمة، التي تسبقه سنين ولا تجدها إلا عند أصحاب اللحى
البيضاء.
يعرف ما يجب ويبتعد عما لا يليق، حذر، متأنٍّ إلخ.
والبعض للأسف يسقط باحترافيه في الحفرة نفسها.
كل مرة يعيد أخطاءه كما هي عليه بلا زيادة أو نقصان؛ وكأنه سيُكافَأ
عليها عند المطابقة.
في العموم؛ موضوع التجربة واسع وله أكثر من ضفة
وكمجتمعات تختلف فيها ثقافة التجربة، لن تجد لها القيمة نفسها والمفهوم ذاته. فمنها؛ القريب المتداول الذي ينص على التجربة البسيطة وقد تكون بلا أثر، ومنها البعيد المعقد، الذي يرمي إلى أهداف تسودها الخبرة والحكمة فتُغير واقعاً.
فنجد هناك من يمنع الخوض فيها (تابو)، وكأنها تفتح أبواباً لا يُحمد عقباها. ناقدوها يتبعون الصحف الأولى وما ألفه آباؤهم الأولون.
وهناك من يراها مغامرة لا بد أن يعيشها أكثر من مرة، كحق مشروع
حتى يُتقن الفكرة، حتى لو أصبح بعدها عبرة لمن لا يُعتبر.
والبعض فطين يراها دروساً، وتكفيه التجربة الأولى ليتعلم.
أما الهزيل منها فيظن البعض أنها فارغة من أي محتوى، تضيف لك صفراً على الشمال، وإن كنت أرى عكس هذا، على القليل تجعلك تغربل قائمتك فتضع "إكس" -لا تجرب هذا مرة أخرى-.
ليس كل تجربة صالحة للإقراض.. البعض منها لا يصلح للاستهلاك الآدمي حتى. ويستحق الانقراض. مُهلكة ولا تزيد الأمور إلا تعقيداً. يتباهى بها أصحابها
يرددونها وكأن الظروف كلها ظرف واحد.
وعلى سبيل التجربة؛ لا تكن دليلاً لغيرك وأنت ضال الطريق، تجهل من أين أتيت ولا تعرف المخرج! فتستحق أن يُقال لك: (يا زينك وأنت ساكت).
#سأل _غزال _زرافة وهي وسط الماء: الى أين يصل عمق الماء؟!
فأجابته: إلى نصف ساقي، لا تخف اقفز.
قفز وإلى الآن لم يخرج!