صلصال..

مها الأحمد 
مها الأحمد
مها الأحمد

أفكارنا التلقائية التي نفكر بها من دون حتى أن نفكر أو تلك التي تبقى مختبئة ولا تظهر أبداً بشكلها الحقيقي؛ بل تفضل الظهور في لحظات معينة وتتشكل في كل مرة بشكل مختلف، ماهي إلا نتيجة طبيعية لمجموعة من المسببات التي حدثت لنا في الماضي ومازالت تحدث حتى الآن. 
 فالكلمات المترسبة التي سمعناها بالمصادفة أو قيلت لنا منذ زمن قد تكون هي السجن الأبدي لأفكارنا من دون أن ندرك هذا وتصبح هي المتحكمة بنا فيما بعد.  
 التربية التي تلقيناها حينما كنا صغاراً نخزن كل ما نشاهده ونسمعه هي اليوم ما تضع معايير الصح والخطأ في كل شيء نفعله نحن أو يفعله الغير، أما المواقف المتكررة التي حملت تجارب سابقة بعض منها يحكى بفرح والبعض الآخر منها لا نجد له كلمات لوصفه هي المسؤولة عن النجاح الذي نحققه أو الإخفاق الذي نتعرض له وحتى عن الفرص التي ضاعت من دون أن ننتهزها.
ولو قمنا بربط كل أفكارنا ببعضها البعض سنجد أن الفكرة التي تقع في مركز كل شعور أو فكرة هي الخوف التي نتشارك به جميعنا فرداً فرداً على هذه الأرض. 
جميعنا يخاف بالقدر نفسه وإن اختلف ما نخاف منه أو عليه، هناك مثلاً من يخاف من عودة الماضي وآخر من قدوم المجهول، البعض يخاف من التجربة وآخر يخاف من مشاهدة نتيجتها.
نخاف من المرض والفقد والحب والرحيل وحتى من السعادة والحزن والتغيير وكل ما هو جديد، نخاف من اختياراتنا، قراراتنا، ومن عاداتنا، من الكلام والصمت، نخاف من الطريق ونخاف على من يسيرون عليه.
الخوف هي فكرتنا الوحيدة التي تتبعثر منها كل الأفكار؛ فإما أن تكون هي الأساس وإما هي الجزء المحرك لأي فكرة تطرأ علينا.