عزيزي العام الجديد،
مازال أمامك ساعات قليلة لتأتي حاملاً معك رسالة قديمة تُذكرنا وتذكرك بما مضى، تعيد إلينا ضحكات العام السابق وتبقى معنا إن حان وقت رحيله.
قبل أن أبدأ، أود أن أذكرك أن تأخذ منه أيضاً تواريخنا المميزة لترافقنا طيلة أعوامنا اللاحقة.
بالمناسبة سمعتك تتحدث مع العام السابق عني وخصيصاً شهر ديسمبر فهو من كانت تربطني به علاقة قوية وكأنني معه كنت في سباق انتصرنا به معاً ووصلنا في اللحظة نفسها.
لا تخشى من علاقتي به، فأنا معك سأعيد الكرة وسنبدأ من جديد باللهفة ذاتها، ولكن بقائمة جديدة وأهداف مختلفة لا تقل حجماً عن تلك التي بدأت بها معه.
تلك القائمة ستحدد شكل علاقتي معك ومع أيام شهورك الاثنا عشر قبل أن تنتهي معلنة لحظة الوداع التي لا أفضلها ولا أنتظرها.
أعدك كل ليلة سأحلم بالكثير من القصص والأحداث الجميلة التي سأستيقظ لأرتبها وأوزعها على أيامك بعدل لأحقق كل ما حلمت به معك، ولن أكف عن الطموح وامتلاك أسباب السعادة بكل قوة وشغف لأنها أول وأهم طموحاتي.
سأجعلك مميزاً لا تشبه الأعوام السابقة، ستتميز عنها بأنني سأزيد إصراراً لأكون أفضل، ولن ألومك على سرعة أيامك كما كنت أفعل في السابق، بل سأحاول جاهدة أن ألحق بك ونمشي معاً على الوتيرة نفسها فلا يزعج أحدنا الآخر.
لن أعدك بأنني سأتغير لأصبح مثالية، فالمثالية يا عزيزي مصطلح كاذب خدعونا به منذ أن ولدنا، فلا أحد منا على هذه الأرض مثالي، والمضحك أنك إن سألت المثالية نفسها عن المعايير الخاصة بها لن تعرف الجواب، فهي مجهولة ونسبية نحركها كيفما شئنا لنغير بها نتيجة كفتنا الخاسرة وادعاءاتنا التي لا طعم لها.
أخيراً أود أن أبدأ معك عادة جديدة وهي تسمية الأعوام، لن يكون اسمك بالأرقام بل بالأحرف، فما رأيك يا صديقي أن أناديك "بعام السلام"؟