عزيزي الخبر السيئ

مها الأحمد 
مها الأحمد
مها الأحمد

عزيزي الخبر السيئ.. أنا لا أطالبك بالاختباء، لا أمانع حضورك، لا أنكر أنك حتمي، ولك الحق كأي خبر سعيد في أن يكون لك مكان بيننا، وأن وجودك يحقق التوازن الذي خُلقت لأجله الحياة..
كل ما أريده من رسالتي هذه هو أن أشكوك منك إليك، أن أفضفض قليلاً عما أشعر به بسببك، وأن نجد حلاً يرضي كلاً منا.. 
أتعرف ما تفعله بنا حينما تأتي في ساعات الصباح الباكر؟! وكيف يصمُت بك الكون وتنقطع أنفاسه؟!
هل انتظرت في إحدى المرات لتشهد على نفسك ما ارتكبته!؟ أم أنك تمر سريعاً تاركاً لنا أثرك يتكفل بكل شيء!
عزيزي الخبر السيئ.. يؤلمني أن أكتب لك هذا في أول رسالة لنا، لكن في الحقيقة، نحن نحاول جاهدين أن نمحوك بكل ما أوتينا من صبر وقوة، ولكنك لا تهدأ، حتى إن انتصر عليك النعسان في مرة، جئت لتهزمنا في أحلامنا، وتقضي على ما تبقى من ساعاتنا!!
 لماذا لا تأتي في منتصف أو آخر ساعات النهار، مثلاً؟! وإن لم تستطع فلماذا لا تختار من ينقلك لنا؟ 
هناك أصدقاء يقدمونك لنا كهدية غُلفت بالطمأنينة، يتصدون لأثرك فلا يقترب منا، ينزعون منك كل آلامك وأسلحتك، فتصبح كأي خبر عادي.
 وهناك من ينفض عنك السواد الذي يحيط بك، ينقلك إلينا، وينقل معك الحل إن كنت مشكلة، حتى في أسوأ حالاتك طاقته تعكس هيئتك، فنراك محتملاً نوعاً ما..
أتتخيل أنك أيها الخبر السيئ، قد تكون مع بعض الأشخاص لطيفاً أو مضحكاً!!
  أعلم أنك تحسبني أبالغ، لكن في الحقيقة هناك أشخاص يبطلون مفعولك، كما أن آخرين يضاعفون أثرك ويعززون السوء فيه..
يا عزيزي، لست وحدك من يحمل ذنب تعكير صفو أيامنا، بل من يحملوك بسلبيتهم هم السبب الرئيسي لأن نراك في هذا السوء.