قراءة صامتة 

جيهان كندي

فهمت النص، قرأته مراراً... حتى أني جوّدت تفاصيل الحكاية. 

 الهوامش لم تكن موضوعية، بل ادعت هذا، وتدخلت بصلب الموضوع. 

الهوامش بمرادفاتها ونقائضها. أصبحت كل الموضوع.

فهمت النص، وأبكاني سطره الأخير.. الخاتمة لم تكن جيدة، مفاجأة بلا تمهيد.

أين عنصر المفاجأة؟ وبداية النص كانت إلى اللقاء! 

المقدمة وصلب الموضوع حتى النهاية كان عبارة عن مشهد فراق، كيف 

تفاجأت! 

قرأت النص من الأسفل إلى الأعلى، لعل وعسى يختلف المعنى. 

لكن المشاهد تروي نفسها، الحيرة ذاتها والحبكة لم تتغير. 

قبل قلب الصفحة، تحققت من الألم، فوجدته أملاً.. وكل كلمة وداع هناك أصبحت عادة. 

قلب الصفحة يحتاج منك جهداً قليلاً وكذبة بيضاء! فلا بأس أن تُقلب

 الموازين، حتى نتزن. سيكون الأمر مُباحاً وأشبه بأبغض الحلال. يحل عند

 الاستحالة. 

لا بأس: بدّل، احذف واقلب المعاني، اقرأ ما تحب وتجاهل السطر

 الذي تكثر فيه مطبات الحقيقة. 

لا تجب عن كل (سين).. فبعض الـ (جيم) تفتح أبواباً لا يمكن غلقها.

كي تتعافى، أطل البقاء حيث السكون.

افرد قامتك عند كل مدّ، واجبر خاطر كل كسرة.

عانق الضمة بقوة... وعند الشدة ادع ربك أن يُفرجها ويفتح لك كل المغاليق. أعطِ كل ذي حق حقه ليتضح المعنى.

فأبغض الحلال، المنعطفات الإجبارية، الخيارات المحدودة والخطة (ب)... جميعها حلول لمغاليق بلا أمل، لكنها مطروحة.

احذف نصك، أو أعد كتابته. مزّق الصفحة إن شئت فالأمر رهن إشارتك.

 ولا أحد سيلاحظ حتى هذا. لا أحد يهتم. وابدأ من أول السطر.

واترك النهاية مفتوحة؛ فهي في علم الله وتأكد أن الآتي أفضل بإذن الله.