أعود إليك لأنني أدركت أنك الخيار الذي أنا محظوظ به. أعود إليك بعدما جرفني تيار، وضاعت بي طرقات. اكتشفت صعوبة التجربة، ومرارة الأيام. أعود إليك أحمل قلبي بين يدي، وإحساسي يتجاوز مساحة اللغة، لا تكفيه كلمات الاعتذار. إحساس تعمقت جذوره، فأراد أن يتنفس، فمشى نحوك طوعاً، لأنك أنت المسار.
حنيني طوفان يدفعني إليك، ينزعني من كل العالم ويهرب إليك. كنت أحسب أنني أرى الملامح، واكتشفت أنني من دون قصد أبحث عن ملامحك، أسمع الحاناً مختلفة، وأدرك أنني أبحث عن نغمة صوتك. أتأمل زرقة السماوات، وأعرف أنني كنت أبحث عن لون عينيك الصافيتين.
ننسى قيمة الأشياء حينما تكون لنا، نعتقد أن ما هو متاح لا يستحق العناء، نغالط أنفسنا في سبيل الشيء البعيد ، وربما نضحي من أجل الوصول إليه. ويا للمرارة عندما نكتشف أن ما كنا نحسبه طوق النجاة يصبح قصة عناء. عندما نعرف أننا كنا نطارد الوهم، وما كنا نحتاجه بالفعل كان بين أيدينا. كيف كانت الأشياء ضبابية، في ذلك الوقت، وكم هي واضحة الآن.
كيف يمكن لي أن أعوض لك ما فات، وأجعل أيامك نشوى تحفها السعادة من كل مكان؟ أتمنى أن أصوغ لك من السنين قلادة فرح ألبسك إياها. ياليتني أستطيع أن أجعل هذا القلب الحنون يشعر بالأمان والطمأنينة. كل ساعة عشتها بعيدا عنك عرفت بعدد ثوانيها كم أنت مختلفة. وكيف يتغير العالم والبشر والألوان، فقط لمجرد غياب إنسان.
اليوم الثامن:
كم هي عيناك جميلتان
وما أحلى لمسة يديك
هل كنت غائبا عن الوعي
أم أنني الآن اكتشف الحياة؟