أعتذر لك عن قسوتي وجمودي. أعتذر لك عن برودي وتجاهلي. فأنت تستحقين أجمل ما في الحياة، وأنا حالة صراع دائمة. فما زالت عقدة الرجل الشرقي متأصلة فيني، أهرب منها في النهار لأكتشف أنها رفيقتي في المساء. أعرف أنك تتحملين مني الكثير وأنني أخطئ وأنسى، وأنت تتجاوزين. أعتذر لك وأنا أدرك أنك بحنانك ورقيك تتسامحين.
يا أجمل ما منحتني الحياة. يا ملاكاً يتنفس العطاء ويخجل الآخرين برقيه دون اصطناع. تعلمت منك أشياء كثيرة أهمها أبجديات الحياة. فبقدر ما يكون العطاء أسلوبك بقدر ما تكون السعادة رفيقتك. تجاوز عن أخطاء الآخرين، فالكبار دائما يترفعون. أبجديات تمارسينها في حياتك هي في جوهرها أسلوب يصنع السعادة لمن يمارسه.
أنشغل في عالمي وأنسى، وتأخذني التزاماتي وترحل بي دول. وفجأة اسأل عنك لأجدك هناك تنتظرين. عطاء دون منة. حب دون شروط. فوجودك في حياتي هو صمام الأمان. كلما كشفت لي الحياة عن وجهها الآخر، أدركت في قرارة نفسي أنك هناك، حينها، تهون عليّ التحديات وتتحول إلى شعور بالاطمئنان.
لايوجد هناك ما يستحق قلقي وخوفي طالما أنك في حياتي. واحدة من الأسباب التي تجعلني متفائلاً في حياتي أنهم يقولون إن الحياة تمنحنا أفضل ما نستحق، وكونك أنت بكل ما فيك في حياتي فإنني استثناء في هذا الكون.
يابدايات النور ويا رحيق الفرح، ماذا عساي أن أقول؟ هل يجدي الاعتذار؟ أعرف أنك لا تنتظرينه، ولكن لكي يرتاح الضمير. كلما جلست إلى نفسي جالت عليّ أفكار، تتفق جميعها أننى مدين لك بالكثير. قائمة أخطائي تطول، لكن عطاء في رقيك وتسامحاً في نبلك يجعلان من الأخطاء كبوة عابرة نتجاوزها بتفاؤل لا يغيب.
أعتذر لك، فالرجال حين يعتذرون يكبرون.
اليوم الثامن:
لماذا نقسو على من يحبنا ..
ونهتم بمن يجرحنا ويتجاهلنا؟