ما أسوأ الظلم.. ما أصعبه. كيف يجرؤ إنسان على ظلم آخر؟. من أي معدن هؤلاء الذين يبحيون لأنفسهم كل شيء في سبيل غاياتهم ورغباتهم؟. كيف يمكن لإنسان أن ينام قرير العين، وهو يعلم أن هناك من لم ينم بعد، يتشكى الظلم ويتألم منه؟. ياللقساوة!.
الظلم لون أسود للحياة. كريه في كل صوره، مقيت في كل أشكاله؛ فالاعتداء على حقوق الآخرين ظلم جائر، وظلم مشاعر الآخرين ظلم سافر. وأي سلب لحقوق الآخرين هو سرقة نلونها بمسميات خادعة. الظالم شخص انتهازي يصور الأمور بالشكل الذي يرضيه. يخدع نفسه قبل أن يخدع الآخرين. مثير للشفقة في واقعه، مثير للاهتمام في خارجه.
يظلم ويتمادى، ويغيب الضمير. تصبح الأشياء بالنسبة إليه تحدٍ في أن يحقق الأكثر. لا يهم على حساب من، حتى لو كان أقرب الناس إليه. ما يهمه ذاته، وما بعد ذلك الطوفان. الظلم يعمي النفوس ويزيل البصيرة، ويجعل الشخص مأخوذاً فقط بذاته، وكأن الآخرين لم يوجدوا في الحياة. يعاني من انفصام واضح بين ما يقول وما يمارس.
أصعب أنواع الظلم حينما يأتي من الأشخاص الذين تراهن عليهم. تعتقد أنهم سيمنحنونك الفرح لتكتشف أنهم هم الذين يختطفونه. تفتح لهم ممرات القلب والثقة، لتكتشف أنهم يزرعون الشوك في طرقاته. تتساءل كيف يمكن لمن كانت عيناك لا ترى إلا هم، أصبحت تدمع منهم؟.
ينسى الظالم أن هناك عداله إلهية تأخذ مجراها. حتى وإن غفا الضمير، فهناك عين لاتنام.. تمهل ولا تهمل. لو يعيد كل شخص حساباته بتجرد من الأنانية وحب الذات، لاكتشف أنه من الممكن أن يحقق السعادة ويصل إلى ما يسعى إليه في الوقت نفسه، لو آمن بالمشاركة وحب الآخرين والشفافية في التعامل والنية الصادقة. الخير موجود في كل الزوايا، نحتاج فقط أن نحدد بوصلتنا وتوجهاتنا. الحياة تمنحنا الكثير، نحن من نخطىء في حساباتنا. الظلم قصة قصيرة مهما طالت أحداثها. وبالتأكيد سوف تكون الحياة أجمل، لأننا ببساطة نستحقها.
اليوم الثامن:
الظالم يخسر مرتين:
راحة الضمير وحب الآخرين