أين ضميرهم؟ الأشخاص الذين نمنحهم أجزاء من حياتنا وكل أحلامنا، ويختطفون أجمل ما فينا ويرحلون. ما أصعب الجحود، وكم هو قاس ومؤلم. ينتزع منا عفوية المشاعر ليمنحنا مرارة الواقع. هل تغيرت الحقائق وأصبح الجحود يصنف كلغة للأذكياء وأسلوب للناجحين؟ كم هي الحقائق مشوهة والمنطق معكوس. الخصال السلبية، هناك هامش للتعامل معها ماعدا الجحود، فهو ربما من أسوأ الصفات البشرية، ليس فقط لأنه يأخذ الأجمل ليمنحك الأسوأ، بل أيضاً لأنه يقتل رغبة العطاء ويلوث فطرة النقاء.
نفتح لهم قلوبنا ونقرر بإرادتنا أنهم من يستحقون، نقلب الحقائق من أجل الحلم الذي نسعى. نتغاضى عن أشياء، ونتعامى عن أمور، نسمي الأشياء بغير أسمائها من أجل إرضائهم. نمشي المسافات ونختار أصعب الطرق ونستوعب كل شيء عشماً في غد يتجاوز كل ما مضى ويفتح الأمل من جديد. لكننا نكتشف أن رهاناتنا كانت خاطئة وأننا كنا نخاطب الأحلام لا الواقع، وأن العاطفة تهزم العقل، واللهفة للفرح تعمي البصيرة عن الحقائق. حينما نرى الأشياء من دون سحر العاطفة تبدو واضحة، بل وأحياناً نافرة.
الجحود جارح في كل صوره، ومهما حاولنا تخفيف حدته فقسوته أصعب. خاصة حينما يأتي من أشخاص وضعتهم خارج المقارنات. والأدهى حينما يكون قدرك أن تتواصل معهم سواء في علاقاتك أو بيتك أو محيطك. وتتساءل إلى أي مدى يكون الجحود، ومتى يصحو الضمير.
خيارات الجحود خاسرة، ومن يتوقع أنهم يربحون فهو مخطئ. فالفلاشات الخارجية تعطي انطباعات خاطئة. والزمن يكشف كم هم جبناء من الداخل، ويعيشون معاناة مع ذواتهم. العدالة تفرض واقعها مهما تأخرت. والأشخاص الذين اعتادوا العطاء هم الرابحون. ليس فقط أنفسهم وسعادتهم، بل سوف تمنحهم الحياة ما يستحقون.
اليوم الثامن:
أتعس شخص من يمارس الجحود مهما حقق
فهو يدرك تماماً أنه لا يستحق ما يعيشه...