نظلم الأشخاص الذين نعاملهم غير ماهم يستحقون في الحالتين: حينما تضعهم أعلى من قدرهم، أو اقل من قدرهم. لسبب رئيس واحد هو أنهم يشعرون بأنهم ليسوا أنفسهم. ما أصعب أن تعيش حياتك غير ما يجب أن تكون. لا تعامل الآخرين بأكثر مما يستحقون لأنهم سيضعونك في مقدار أقل، ولا تعاملهم أقل مما يستحقون لأنك ستجرح مشاعرهم وسيكون لهم رد فعل. عاملهم كما يستحقون فهذه العدالة تجعلك في مأمن من حصاد أنت الذي تزرع بذوره.
النوايا الطيبة وحدها لا تكفي. كم هو إحساس صعب حينما تكتشف أن تدفع ثمن ظنونك الطيبة. وأن الواقع ليس كما تراه دائماً. كم من المرات نكتشف أننا كنا مفرطين في الطيبة أو ساذجين ربما. كم من المرات نشعر بأننا نحتاج أن نكون أكثر ذكاءً وربما خبثاً. الشروط لحياة ناجحة أصبحت مختلفة. هذه الأشكال التي نراها ليست هي كما تبدو. لو كنا فقط نملك قليلاً من الحكمة، ونقتنع أن التلوث جزء من تركيبة الصورة. وأن السواد شرط لجمالية الصورة. تلك المثاليات التي نحلم بها قصة خيالية غير موجودة في الحياة.
نكتشف لاحقاً أن الصور المضئية التي نراها، قليل منها في الواقع، كثير منها في الخيال. بقدر ما نحلم، بقدر ما نكتشف أن هناك بوناً شاسعاً بين الصورة وظلالها، بين ما نمتنى وبين ما هو موجود. حينما يخذلنا الأشخاص الذين راهنا عليهم، فاللوم لا يقع عليهم فقط، فربما اعتقاداتنا الطوباوية هي التي خذلتنا.
التجارب رغم كل مراراتها إلا أنها تحمل خيرها في داخلها. تهدينا حكمتها وموعظتها حتى لو بعد حين. ومع كل إشراقة صباح تفتح الحياة لنا صفحة جديدة، لنرسم فيها خطوط الفرح وانكسارات الفشل. لكن أروع ما فيها أنها تعدنا بغد جميل، وتمنحنا الأمل بمستقبل أجمل.
اليوم الثامن:
حينما يخذلنا الأشخاص الذين نراهن عليهم
نبدأ بلومهم، وننسى أن نسأل أنفسنا: لماذا؟