تدافع عن حياتها من أجل أن تعيش. تبحث عن حقها البسيط في أن تنعم بحياة سعيدة. كإنسانة لها أحلامها وأفراحها. وحينما يصبح الواقع صعباً، والحلم مستحيلاً، تصل إلى النقطة الفاصلة. في تلك اللحظة تستجمع بقايا كرامتها وبعضاً من كبريائها. تطلب العوض من الله في حياة قدمت فيها كل ما تستطيع حرصاً على وهم عاشته اسمه الحياة الزوجية.
تغادر، تحمل شيئاً من ملامحها، وكثيراً من جروحها. تتجاوز عن الماضي أملاً في غد أفضل. ليأتي المجتمع بقسوته وجبروته يصدر أحكاماً قطعية، وكأنه قاض يتدخل في أحوال الناس. يوزع الألقاب بصورة عبثية، فهذه عانس وتلك مطلقة، وكأنها ارتكبت خطيئة. ظالم هذا المجتمع، ومظلومة هذه المرأة.
عندما فشلت حياتها الزوجية كانت هي الضحية. كانت الشمعة التي تحترق من أجل أن تضيء للآخرين، ولكنها أيضاً حرقت أحلامها وسعادتها وربيع عمرها، لتجد نفسها بعد ذلك تدفع الضريبة مرتين: الأولى نتيجة حزنها لفشل زواجها، والأخرى لتحمل نتائج هذا الفشل. تتحمل كل هذه العواصف التي غيرت مسار حياتها، وتنظر للمستقبل بقلب مؤمن وروح متفائلة. ولكن حينما تكون العائلة في الجانب الآخر من الشاطئ، وتتعامل معها على أنها مشكلة وعبء، تصبح العدالة مفقودة والمرارة عميقة. العائلة يفترض أن تكون الحضن الدافئ لابنتها، وأن يزرع أفرادها فيها الثقة والتفاؤل. وأن يشعروها بأن الحياة لم تنته هنا، بل هي بدأت.
هل مطلوب من المرأة أن تعيش مسلسلاً يومياً يبدأ بمعاناة وينتهي بألم، من أجل أن تبقى الصورة الجميلة الوهمية للمجتمع؟، وهل تخيل أي شخص أنه لو عاش هذه الحياة، وهي ليست رحلة لفترة معينة، بل هي مشوار عمر على هذا المنوال، كيف كان سيتحمل؟ لماذا نحن أنانيون. لماذا نفكر في أنفسنا فقط؟. وهل التكافل الذي هو أحد العناوين الرئيسة في ديننا، عنوان حفظناه من أجل أن نقوله لا أن نعيشه؟.
بقدر ما نهتم بالآخرين بقدر ما نكون أقرب إلى أنفسنا. وعندما نحرص على إسعاد القريبين منا، فإننا، ببساطة، نفتح بوابات السعادة في حياتنا
اليوم الثامن:
حينما يُغلق باب
تأكد أن أبواباً عدة فتحت.