خانة الانتظار

محمد فهد الحارثي

لماذا كلما اقتربت منك ابتعدت، لماذا تجعلني دائماً في خانة الانتظار؟ أحتاج إليك أكثر من أي وقت مضى. أريد إحساسك، مشاعرك، كلماتك. لا تبتعد. لا تجعل الأيام تغتال أجمل شيء أهدته لنا الحياة. تتعبني الوحدة، وترهقني الظنون. تصبح الأيام جافة، والساعات ثقيلة. هل تشعر بي، هل تحس بمشاعري؟ هل تسمع الضجيج في داخلي الذي يغلفه هذا السكون؟

المكان مساحات فارغة، والزمن مجرد أرقام خاوية، ما أحتاجه أنت، بكل ما فيك، بمشاعرك الدافئة، بلمساتك الحانية. أرفض أن أعيش على الذكرى لكي أجمّل الواقع.  كيف يمكن أن نتجاهل اللغة الصامتة، والعبارات المفقودة؟  مساحات التباعد خادعة، تبدأ صغيرة، لكنها تنمو سريعاً. وأنا أحاول السير ضد التيار، أن أتمسك بالأمل، وأن أستعيد الفرح الذي كان، والمشاعر التي خفتت في زحمة الأيام.

هل أبوح لك، وهل بقيت كلمات لم تكشفها لحظات الصمت الطويلة، والنظرات التائهة؟ هل يمكن أن أشعر بالوحدة وأنا معك، وأنا أعتبرك عالمي، والكون كله مجرد هامش يقبع في أحد الزوايا. حساباتي كلها تبدأ معك، وتنتهي بك، وأنا بين هذه وتلك أعيش لأجلك.

أحتاج إليك، وأتحاشى المقارنات، فالماضي كان جميلا، وأنتظر غداً أجمل، علمتني التفاؤل ودرّستني معاني الأمل، وكم قلت لي أن الفرح يبزغ في الليالي الداكنة، وهاأنا في ليلي الطويل أترقب الفرح، وأخبئ تحت وسادتي قصاصاتك الصغيرة، التي كتبت لي فيها كلماتك، كلما هزّني الشوق إلى عباراتك، استليت قصاصة، أهزم فيها صمتك، وأبادلها الحنين.

اليوم الثامن:

كلما شعرت ببعد المسافة

عدت إلى الماضي

أستعيد الصور ومشاعر الحنين

فتفيض مشاعري وأشتاق لك أكثر

سؤالي إلى متى يعيش الحب

وهل يمكن أن يستنفذ الرصيد؟