تصالح مع الجميع. افتح قنوات التواصل مع الكل. تجاوز عن الإساءات، واسمُ فوق الصغائر. الحياة لا تستحق منا أن نصنع العداوات، والعمر أقصر من أن نستنفذه في صراعات هامشية. معظم خلافاتنا هي سوء تفاهم، وليس لأننا سيئون. نفهم الموضوع بجزئيته ونستعجل النتائج. وأحياناً نتحفز لإصدار أحكام مسبقة. الحياة أبسط بكثير. نحن من يعقِّدُها. الحياة تمنحنا الكثير، نحن نقصر نظرنا على ما يقلقنا، ونتجاهل ما هو لدينا.
الإنسان يحتاج إلى محطات توقف ومراجعة في مشوار حياته. وربما أنها من حكمة الإسلام أنه أوجد شهر رمضان مختلفاً، نعيشه بأسلوب حياة مميز، وبأحاسيس جديدة، تسيطر عليه الروحانيات والمراجعات الذاتية، وكأنه يمنحنا الفرصة أن نراجع أنفسنا، ونعيد النظر في سلوكنا وتصرفاتنا وتعاملنا مع الآخرين. هذا الشهر الكريم هو توقيت مناسب لإيجاد محور تغيير في حياتنا، بل هو فرصة لإعادة تعريفنا لأنفسنا ولعلاقاتنا مع الغير. إيقاع الحياة السريع يجعلنا ننسى، والركض المتواصل يحجب عنا بديهات الحقائق.
كم من الأشخاص نسيناهم في لهاث الحياة. وهناك أشخاص منحونا الحب، ووقفوا معنا في رحلة الحياة. وهناك أشخاص يغتسلون بالنوايا الطيبة ونحن نتجاهلهم. القائمة تطول وذاكراتنا قصيرة. وربما نحتاج إلى جرس يوقظ فينا الرقيب الذاتي. هذا الإحساس الذي يجعلنا نبادر بالتواصل والعطاء لكل من حولنا، ولكل من كان يوماً جزءاً ولو بسيطاً في مشوار رحلة العمر.
الجحود أبغض الأشياء في الحياة، انتهاك للبراءة والطيبة والثقة. وربما هناك أشخاص جاحدون في حياتنا، وليكن. في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح. والعدالة الإلهية أقوى من كل شيء. لنجعل رسالتنا الحب وكلماتنا العطاء ونوايانا الخير. فالحياة تستحق منا الأفضل.
اليوم الثامن:
لماذا نعشق دور القاضي في إصدار الأحكام
ولا نمارس دور المحامي في إعطاء الأعذار؟.