سئمنا
زمن التناقضات.. متى نكون أنفسنا؟. لماذا اعتدنا أن نقول شيئاً، ونقصد شيئاً آخر؟.. لماذا نعتبر أي اختلاف في الفكرة هو خلاف قاطع واستهداف شخصي؟.. لماذا لانمنح أنفسنا فرصة لرؤية الرأي الآخر. نخسر كثيراً من الجهد، ونستهلك أجمل مراحل العمر في حروب ليس لها داع.. ماذا يفيد حينما نقاتل على الشكل الخارجي، ونخسر المحتوى الحقيقي؟.. ماذا يعني لنا أن نكون بكل الأوجه ماعدا أنفسنا؟.
مشكلتنا هي هويتنا. نعيش في صراع بين ما نحن، وبين مايجب أن نكون. يحكمنا مجتمع. ونلغي أفكاراً ونردد شعارات من أجل أن نكون ضمن المجموع. ننسى أن الاختلاف ثراء، وأن التطابق استنساخ. الإبداع يتطلب حرية التفكير، والقبول بالتنوع واحترام الآخر. نحن نستطيع أن نكون نحن إذا أردنا. النجاح ليس أن تتماهي مع الآخر، بل أن تكون ذاتك رغم اختلافك مع الآخر. هو خيار يحتاج الثقة والإرادة.
نردد كثيراً من المقولات ليس قناعة، ولكنها ضمن "كليشهات" يرددها المجتمع. والتناقض يستمر حتى في الحياة الشخصية. فتتساءل لماذا الرجل الشرقي يفرغ عقده في أقرب الناس إليه. ويعتقد الرجولة تتطلب القسوة والجمود. يتظاهر بالخلو من العاطفة، وكأن المشاعر تنقص من رجولته. يمارس أنانيته مع من حوله، ويتلون بكل الأشكال ما عدا ذاته. يظلم من يخلص له من أجل أن يحقق بطولاته مع من يخدعه. يعتقد أن يحقق انتصاراً، وهو يوقع بالأحرف الأخيرة وثيقة انهزامه. ألم نقل إنه زمن التناقضات.
نستطيع أن نكون أنفسا إذا أردنا. الناجحون يواجهون الصعوبات في البداية، ولكنهم يحققون أهدافهم. ويصبح أكثر من يؤيدهم هم الذين اختلفوا معهم في البداية. حينما نثق بأنفسنا، ونحاول أن نكون الأقرب لأنفسنا بقناعاتنا ومشاعرنا، نبدأ الخطوات الأساسية في مشوار النجاح. ويظل التوازن جوهر النجاح فكل الإنجازات تظل فارغة وناقصة إذا كانت على حساب من حولنا، فالنجاح الحقيقي أن نحقق أهدافنا، ولكن المعيار المهم ألا تكون على حساب من نحب.
اليوم الثامن:
أول تحدٍ في تحقيق أحلامك
حينما تخلع القناع وتكون ذاتك