أحتاج منك أن تفهمني. أن تشعر بأحاسيسي، تخاطب الإنسان في داخلي. لو تعلم كيف يمكن لكلمة واحدة أن تجعل يومي فرحا وتفاؤلا، ويمكن لها أيضا أن تختطف سعادتي، وتغتال فرحتي. المشاعر كالنبتة الوليدة، تحتاج أن تروى، وأن تتنفس الهواء. والكلمة الطيبة لها مفعول السحر، تقرب المشاعر وتلغي الهواجس. ما قيمة الأشياء والزمن دون أن نشعر باهتمام من نحب؟
لا أطلب منك الكثير. أريد إحساسك، مشاعرك، دفء حنانك. أنت الشخص الذي أراهن عليه، فلا تخذلني. جعلتك خياري الوحيد، وعندك تنتهي كل الاحتمالات، لأنك وبسهوله خارج نطاق المقارنات. الاستثناء في عالم المتشابهات. تعودت أن أستوعب، أن أمنحك كل الفرص. جعلت من نفسي محامية لك. أذهب من أجلك إلى الحدود القصوى. أبحث لك عن الأعذار. حتى لو لم تكن لأوجدتها. ما أصعب أن تكون الإدعاء والمحامي في نفس الوقت.
لا تخدعك ردود الفعل، فحينما أصمت، تكون أقصى حالات الاحتجاج. لو كنت تفهمني لسمعت الضجيج في داخلي، حتى لو غلفه السكون. لأدركت أن هناك عشرات الأسئلة ما زالت تنتظر الجواب. أرفض أن أعيش الوهم. و أواجه الحقائق حتى لو كانت صعبة. أولى علامات رفض الواقع هو الهروب إلى الخيال، ونسج عالم افتراضي. لكن مهما أوهمنا أنفسنا، فالحقيقة مثل نور الشمس لايمكن حجبها.
لماذا يصرّ الرجل الشرقي على النظر للعلاقة مع المرأة على أنها معركة تنتهي بمنتصر ومهزوم؟ لماذا يعيش التناقض بين ما يريد وما يعبر؟ الأمور أبسط من ذلك بكثير. فبدلا من اللجوء إلى الأسلحة لاحتلال حصون المرأة، يكفي إحساس صادق وكلمات رقيقة، لتصبح كل الجبال سهولا، وكل الحواجز جسورا للتواصل.
ندائي لك ليس محاولة استعادة، بل لتصحيح الأمور. فأنا أحتاجك الإنسان الذي أحلم، والأمل الذي أنتظر. وحنيني لك عالم متجدد، وفضاء ليس له حدود.
اليوم الثامن:
خذ كل هداياك وممتلكاتك
وأعطني إحساسا صادقا
أعيش عليه من أجلك ...